قال قسم الإعلام بالاتحاد الجهوي للشغل بسيدي بوزيد أن جلسة تفاوضيّة تمّت بين عضوي المكتب التنفيذي الوطني لاتحاد الشغل محمّد سعد والمولدي الجندوبي وبين والي الجهة يوم الثلاثاء 21 ديسمبر الجاري، وأنه وقع الاتفاق على إطلاق سراح كل الموقوفين البالغ عددهم حسب المصدر نفسه 34 مع استثناء 3 موقوفين يقع تسريحهم لاحقا لدواع وترتيبات أمنيّة. وأكّد المصدر أنه وقع إطلاق سراح عدد من المعتقلين. وحسب ذات المصدر، فإنه وقع الاتفاق على بحث ملفّ التنمية بالجهة خلال مدّة لا تتجاوز الشهرين على الأقصى. بالمقابل، أكّد شهود عيان لراديو كلمة أن حدّة الاحتجاجات قد تراجعت يوم الثلاثاء بمركز سيدي بوزيد، غير أن أتباع الحزب الحاكم وهم مجموعة قدّرتها مصادرنا بخمسين نفرا اعتدت على المتظاهرين في حين بقي الأمن يراقب الوضع عن كثب. من جهة أخرى أكّدت مصادرنا أن رقعة الاحتجاجات اتسعت لتشمل مدينة جلمة التي تبعد على مركز الولاية 26 كيلومترا، وأن مسيرة سلمية شارك فيها نقابيّون وعاطلون يطالبون بالعمل ومواطنون غاضبون خرجت من مقر الاتحاد المحلي للشغل عشيّة يوم الثلاثاء ووصلت إلى أمام مقرّ المعتمدية حيث سلّم إلى المعتمد بيان بمطالب الأهالي المتمثلة خاصة في إطلاق سراح موقوفي الحركة الاحتجاجية بسيدي بوزيد، وبمراجهة المنوال التنموي وتوفير مواطن شغل خاصّة وأن الجهة تشكو من التهميش ومن البطالة وشهدت نسبة الانتحار بين صفوف الشباب المعطّل فيها ارتفاعا خطيرا في الآونة الأخيرة. وقالت مصادرنا أن عناصر الأمن لم تتدخّل واكتفت بمراقبة الوضع. وفي ذات السياق، انطلقت في الرقاب مسيرة سلمية يوم الثلاثاء تعبيرا عن مساندة أهالي الرقاب للحركة الاحتجاجية بسيدي بوزيد. وذكرت بعض المصادرأن اشتباكات حدثت بين قوّات الأمن والمواطنين بجهة سيدي علي بن عون استُعملت فيها القنابل المسيلة للدموع بكثافة. وكانت شرارة الاحتجاجات قد اندلعت يوم الجمعة المنقضي بعد أن قام شابّ عاطل عن العمل من أصحاب الشهائد بإشعال النار في نفسه أمام مقرّ ولاية بسيدي بوزيد احتجاجا على اعتداءات تعرّض لها من قبل أعوان الأمن بعد أن منعوه من مزاولة تجارة الخضر على عربة متجوّلة، وقد خرج الشباب إلى الشوارع للتعبير عن احتجاجهم وغضبهم لما وقع، وللمطالبة بحقّ الجهة في التنمية خاصّة وأن سيدي بوزيد تعتبر من أكثر الولايات فقرا وتهميشا، ويعاني شبابها من البطالة. وقد اندلعت مواجهات بالأحياء الشعبية خاصّة بين الأهالي وقوّات الأمن التي وقع حشدها من كلّ الجهات وتعرّض العشرات للإيقاف وللاعتداء كما أشرنا في نشرات سابقة، كما أغلقت كل مداخل المدينة ومنع نشطاء المجتمع المدني والصحفيّون المستقلّون من الانتقال إليها، كما أصدرت عديد المنظّمات والهيئات المدنيّة المستقلّة والأحزاب المعارضة بيانات تطالب برفع الحصار عن المدينة وبالكفّ عن التعاطي الأمني مع التحرّكات الاجتماعيىة، وبفتح حوار جدّي حول مسألة التنمية في الجهات الداخلية. وتتابعون فيما يلي شهادات حيّة من مركز الولاية بسيدي بوزيد حول اعتداءات أنصار الحزب الحاكم، تليها شهادة أخرى حيّة من معتمدية جلمة حول التحرّكات التي بدأت بها: