تواصلت الاحتجاجات المطلبية في عدد من مدن الجمهورية للمطالبة بتحسين الاوضاع المهنية و الاجتماعية. ففي مدينة قابساستنكر متفقدو الشغل بالولاية المعتصمين بالإدارة الجهوية للشؤون الاجتماعية يوم الجمعة 3 فيفر موقف وزير الشؤون الاجتماعية بالحكومة المؤقتة الرافض الاعتراف بنقابة متفقدي الشغل. وعبروا عن تمسكهم بمطالبهم المشروعة الرامية لتحسين ظروفهم المادية والمعنوية بما في ذلك الحق النقابي مع الاستعداد للدفاع عنها عبر جملة من التحركات الاحتجاجية إلى حين تلبيتها. كما قرر عدد من مديري المؤسسات التربوية يوم الجمعة 3 فيفري تأسيس نقابة خاصة بهم صلب الإتحاد الجهوي للشغل. وذكر عدد منهم لراديو كلمة أن هذه المبادرة تهدف إلى ضمان حقوقهم المادية والمعنوية والدفاع عن كرامتهم تماشيا مع مرحلة الانتقال الديمقراطي الذي عيشه البلاد هذه الفترة على حد قولهم. من جهة نفذ عمال "شركة المعدات الصناعية بقابس" صباح يوم 5 فيفري اعتصاما داخل مقر الإتحاد الجهوي للشغل دام أكثر من 3 ساعات. وجاء هذا التحرك للمطالبة بجملة من الحقوق أهمهما ترسيم الأعوان المنتدبين صلب الشركة عن طريق المناولة واستعادة الصبغة العمومية للمؤسسة بعد التفويت فيها قبل أشهر لفائدة الخواص وهو ما نتج عنه تسريح عشرات العمال وتأخر متكرر في صرف المرتبات. جدير بالذكر أن عمال "شركة المعدات الصناعية" خاضوا خلال فترة حكم الرئيس التونسي المخلوع أكثر من مرة تحركات ميدانية للتصدي إلى عملية خوصصة المؤسسة والدفاع عن حقوقهم المادية والاجتماعية وهو ما أشرنا له في نشرات سابقة. و في مدينة تونسقرر أعوان المراقبة الاقتصادية وأعوان وزارة التجارية و السياحة الدخول في إضراب عام مفتوح وتنظيم اعتصام أمام مقر وزارة التجارة و السياحة ابتداء من الأربعاء 9 فيفري لحين الاستجابة إلى مطالبهم المهنية وذلك حسب بيان أصدروه يوم السبت. وكان أعوان المراقبة الاقتصادية وأعوان وزارة التجارة والسياحة قد نفذوا وقفة احتجاجية يوم 1فيفري أمام الوزارة كما شهدت مدينة نفطة مسيرة حاشدة جابت الشوارع الرئيسية للمدينة ورفع المتظاهرون شعارات تطالب بعزل التجمعيين من مناصب الدولة وهاجموا مقر المعتمدية قصد طرد المعتمد الذي تعرض للسب و الشتم قبل تدخل الجيش الوطني . ثم اتجه المتظاهرون إلى مقر البلدية حيث طالبوا بإقالة رئيسها باعتباره احد ابرز التجمعيين في المدينة وتوجهوا اثر ذلك إلى مقر خلية الإرشاد ألفلاحي وقاموا بطرد رئيسها موجهين له اتهامات بالفساد الإداري والمالي. وفي منطقة حاسي فريد بولاية القصرين قام مجهولون بحرق منزل المعتمد و احد أقربائه ، كما أضرموا النيران في متجرين ومخزن لبيع الأعلاف على ملكهما . يذكر أن المواطنين الغاضبن قاموا اثر الثورة مباشرة بطرد المعتمد المتهم بالتواطؤ ضد المنتفضين .ويعتقد عدد من الأهالي أن المعتمد مختفيا في الجبال القريبة من المنطقة عند بعض أقاربه. كما تم أمس السبت 5 فيفري غلق مداخل معتمدية السند بولاية قفصة بالعجلات المطاطية المشتعلة، كما تجمع المئات من الاهالي و المواطنين بالشارع احتجاجا على تجاهل المسؤولين للمنطقة وعدم اكتراثهم بمطالب التشغيل والتنمية . وقد تواصل غلق منافذ المدينة إلى ساعة متأخرة من ليلة السبت حيث تم منع السيارات و الشاحنات من العبور عبر الطرق التي تعبر مدينة السند ، ورغم حضور الجيش فقد تواصل احتجاج الشباب الغاضب الذي نصب الخيام لمواصلة اعتصامهم.