دعا تقرير لممثلي إفريقيا في التنسيقية العالمية للخضر إلى الترحيب بحزب الخضر للتقدم بزعامة منجي الخماسي عضوا بالفدرالية الإفريقية لأحزاب الخضر. وذكر تقرير لبعثة تقصّ زارت تونس من 30 مارس إلى 4 أفريل الجاري أنّه تم التعرف إلى هياكل حزب الخمّاسي ومنظماته وصحيفته والقاعدة النضالية التي يتوفر عليها والاطلاع على مختلف الأنشطة التي قام بها الحزب منذ حصوله على تأشيرة العمل القانوني. من جهة أخرى دعا التقرير مؤسسي حزب "تونس الخضراء" غير المعترف به إلى التخلّي عمّا وصفه بسياسة التطرف التي يتّبعها وإنكار شرعية حزب الخمّاسي ونعته بالشبح. وقال العضوان الإفريقيان بالتنسيقية العالمية للخضر إنّهما لم يتمكّنا من زيارة المقر المركزي لحزب تونس الخضراء بقيادة عبد القادر الزيتوني وذلك لعدم وجود مقر لهذه المجموعة، حسب تعبير التقرير. وأشاد عضو الوفد الإفريقي "أدامو غاربا" بالسياسة التونسية مستنتجا أنّ القرارات الهامّة في تونس يتم اتخاذها بطريقة معتدلة باعتبارها بلدا يؤمن بالاعتدال والوسطية. واعتبر المتحدث في تصريح لأسبوعية "التونسي" لسان "الخضر للتقدم" أنّه من المنطقي أن لا تعترف السلطات بحزب "تونس الخضراء" لأنّه استوحى تسميته من اسم البلاد ولأنّه منخرط في التنسيقية الأوروبية لأحزاب الخضر وهو ما يتعارض مع الانتماء الإفريقي، هذا إضافة إلى نوعته اليسارية المتشددة، على حدّ عبارته. يذكر أنّ حزب "تونس الخضراء" كان قد أعلن عن تأسيسه في أفريل 2004 وقد رفضت وزارة الداخلية منحه تأشيرة العمل القانوني. وفي مارس 2006 فوجئت الساحة السياسية في تونس بالترخيص لحزب "الخضر للتقدم" بزعامة نائب عن الحزب الاجتماعي التحرري انشقّ عن قيادته. وقد واصل هذا الحزب نشاطه ويصدر بيانات حول الشأن البيئي وقضايا الحريات. كما شارك في إعداد قائمات ائتلافية مع عدد من أحزاب المعارضة للمشاركة في الانتخابات البلدية سنة 2005، كما يدعم حزب تونس الخضراء حملة ترشيح أحمد إبراهيم الأمين الأوّل لحركة التجديد. السيد عبد القادر الزيتوني منسّق حزب تونس الخضراء لم يفاجئه ما ورد في تقرير الخضر الأفارقة، وقال في تصريح خصّ به كلمة إنّ حزبه رفض أوّل الأمر مقابلة المبعوثين الإفريقيين خاصة بعد أن تم الإعلان في جريدة "التونسي" لسان "الخضر للتقدم" عن قدومهما بهدف قبول هذا الأخير في فدرالية الخضر الإفريقية. لكن تم عقد لقاء معهما إثر تدخل من تنسيقية الخضر الأوروبية في أخر يوم من الزيارة. وأشار عبد القادر الزيتوني إلى أنّ عضو الوفد "فرانك هبينيزا" هو أحد معاوني وزير البيئة الرواندي، ولم يستبعد أن يكون هناك تنسيقا حكوميا لتسيير الزيارة والتحكم في نتائجها. كما شكّك منسّق "تونس الخضراء" في حياد البعثة الإفريقية مشيرا إلى الجولة السياحية الترفيهية التي نظمت لها في الحمامات وسوسة والقيروان، إضافة إلى رفض الضيفين لقاء أحزاب معارضة ومنظمات مستقلّة من المجتمع المدني وكشف الزيتوني أنّ الوفد طلب من حزبه تكوين لجنة مشتركة مع حزب منجي الخماسي باتجاه توحيد الحزبين وهو ما وقع رفضه تماما، وشدّد المتحدث في هذا الصدد على أنّه "لا مجال للقاء الخمّاسي، ونحن نقبل التحاور مع السلطة لا مع معاونيها". وبخصوص تسمية حزبه اعتبر الدعوة إلى تغييرها تدخلا في شؤون داخلية، وردّا على وصفه بالتطرف اليساري قال الزيتوني إنّ مكتب حزبه أبلغ محاوريه بأنّهم يدعمون مرشحا يساريا معارضا في حين يقف حزب الخماسي وراء مرشّح الحزب الحاكم.