نزلت أمطار غزيرة على عدد من مناطق البلاد يوم أمس الأربعاء 23 سبتمبر الجاري مما تسبب في فيضانات متفاوتة الخطورة وكانت مدينة الرديف من ولاية قفصة أكثر المناطق تضررا، ولا يعرف إلى حد الآن العدد الحقيقي للضحايا. وتشير التقديرات الأوّلية بمدينة الرديف إلى تسجيل نحو عشرين حالة وفاة بينهم طفل في الرابعة عشر من عمره وعدد غير محدد من المفقودين والجرحى. ويقول شهود عيان إنّ المنطقة لم تعرف مثيلا لما حلّ بالمدينة فجر يوم أمس عندما داهمت المياه البيوت مما تسبب في تهدم أسوار المنازل وتهدم أخرى بالكامل على أهلها، وقد خرج أهالي الرديف بعد تراجع المياه وانقطاع الأمطار للوقوف على حقيقة ما حلّ بمدينتهم، وقد خرج المئات من أهالي مدينة "الرديف" مساء أمس في مسيرة سلمية انتهت بتجمع أمام مقر المعتمدية. و ذكرت المصادر أن المسيرة انطلقت بطريقة عفوية احتجاجا على التأخر في إنقاذ ضحايا الفيضانات. وأضافت ذات المصادر أنّ المشاركين في المسيرة أكّدوا عدم تسجيل أي مساعدات مادية إلى حدود الساعة الخامسة بعد الظهر على عكس ما أعلنت عنه التلفزة التونسية من تقديم مساعدات عاجلة لفائدة المتضررين. ولم تسجل أية احتكاكات بقوات الأمن حيث تفرقت المسيرة في هدوء. وكانت الأمطار الغزيرة قد شملت مناطق مختلفة من البلاد بينها قابس وسيدي بوزيد والقيروان وصفاقس والمهدية والمنستير. وفي قابس تسبب هطول الأمطار الغزيرة يوم الثلاثاء 22 سبتمبر في عدم قدرة قنوات الصرف الصحي على استيعاب كمية المياه مما نتج عنه تعطل حركة الجولان على مستوى مفترق الطرقات "سيدي أبو لبابة" و الشوارع الرئيسية المؤدية لوسط المدينة. و ذكر شهود عيان في تصريحات لراديو كلمة أن هذا التعطل دام أكثر من ساعتين بسبب تأخر وصول أعوان الحماية المدنية و ديوان التطهير إلى الأماكن المذكورة. من جهة أخرى ذكر أهالي حي "محمد على" أن مصلحة الحماية المدنية في الجهة تجاهلت ندائهم حول المساعدة على إخراج مياه الأمطار التي تسربت للمنازل و هو ما أجبر متساكني الحي على التعويل على أنفسهم و القيام بهذه المهمة بالاعتماد على وسائل تقليدية. أمّا في جهات الشمال الغربي فقد رفعت السلطات من نسق احتياطاتها تحسبا للفيضانات، خاصة بعد التوقعات التي أعلنتها مصالح الرصد الجوي بهطول الأمطار وهبوب رياح قويّة. وقد حلّت مساء الأربعاء 23 سبتمبر الجاري بملاعب مدن غار الدماء وجندوبة وبوسالم ومجاز الباب عناصر من الحماية المدنية مصحوبة بعدد من الشاحنات والمعدات. جدير بالذكر أنّ مناطق الشمال الغربي التي تقع مدنها في أراضي منخفضة لا تزال تعيش خطر الكوارث بشكل دائم وقد عجزت السلطات وخاصة بالنسبة إلى مدينة بوسالم عن إيجاد حل يحمي هذه المدينة التي عرفت فيضانات عديدة.