تونس:علمنا و الجريدة " تحت الطبع"أن عدد ا من مناطق البلاد عرفت يوم الأربعاء الفارط فيضانات أخطرها في مدينة الرديف وخلفت عددا من الضحايا البشرية إلى جانب خسائر مادية ، مسّت على وجه الخصوص المساكن و المحلات التجارية.وقالت وكالة تونس إفريقيا للأنباء ( الأربعاء 23 سبتمبر) " تهاطلت كامل الليلة البارحة وبصورة متواصلة حتى اليوم الأربعاء امطار غزيرة وغير متوقعة على جهة قفصة تسببت في فيضانات أسفرت عن ضحايا وأضرار مادية خاصة في منطقة الرديف. ونتج عن هذه الفيضانات وفاة 17 شخصا و8 جرحى وفق حصيلة أولية منتصف نهار اليوم فيما يتواصل البحث عن عدد من المفقودين. وتسببت الأمطار المتهاطلة التي فاقت كمياتها 150 مليمترا في زمن قياسي في فيضان وادى ام العرائس وقطع الطريق الرابطة بين أم العرائس والرديف. وقد تدخلت مختلف المصالح والأطراف المعنية منذ الساعات الأولى لنهار اليوم لتنظيم عمليات النجدة والإغاثة لفائدة المتساكنين المنكوبين الذين اجتاحت المياه مساكنهم. وقد تدخلت مصالح وزارة الدفاع إلى جانب مصالح وزارة الداخلية والتنمية المحلية . وتعود أسباب الفيضانات في مدينة الرديف إلى غزارة تهاطل الأمطار( 150 ملم) وأيضا فيضان أحد الأودية القريبة من المدينة . وحسب شهود عيان فإن أغلب المنازل المتضررة هي التي توجد بالقرب من الوادي المذكور. وفي مدينة صفاقس ذكر مراسلنا أن الأمطار الغزيرة الّتي نزلت على مدينة صفاقس في مدّة زمنيّة وجيزة جدّا تسبّبت في إحداث عدّة أضرار خاصّة بطريق "السّلطنيّة" في مستوى الحيّ التعويضي حيث غمرت الأمطار المنازل كما انقطعت الطريق بطريق المهديّة في مستوى منطقتي "البستان" و"الحفارة" وبطريق "سيدي منصور" في أكثر من نقطة وخاصّة في مستوى "حيّ بورقيبة" الّذي يمثّل منطقة منخفضة تتأثّر بسرعة مع كل عمليّة نزول أمطار.كما غمرت المياه "طريق تونس" في أكثر من نقطة خاصّة في مستوى "حي الأنس" إلى جانب عدد كبير من الأنهج والأزقّة بكل من طريق "قرمدة" وطريق "العين" وطريق "منزل شاكر". ولئن كانت هذه الأمطار غزيرة ونزلت في زمن قياسي فإنّ مازاد الطّين بلّة هو حالة التّردّي الشّديد الّتي عليها مختلف قنوات تصريف المياه التابعة للديوان الوطني للتّطهير الّذي لم يحرّك ساكنا أمام أكثر من لفت انتباه لهذه الحالة من ذلك ما سبق أن نشرته جريدة "الوطن" في مناسبتين على الأقل حول الوضع في الحي التعويضي بطريق "السلطنيّة." أما في مدينة المهدية فقد ذكر شهود عيان أن أحياء "برج عريف " و "الروضة" و "برج الرأس" أصبحت معزولة عن المدينة بسبب المياه التي تسرّبت الى المنازل و الى المحلات التجارية مما اضطر وحدات الحماية المدنية للتدخل. كما شهدت عدد من المدن الأخرى فيضانات من ذلك قابس وقصور الساف وحفوز لكن لم يتم تسجيل خسائر بشرية. ويذكر أننا نبّهنا في العدد الفارط من صحيفة "الوطن "إلى ضرورة الانتباه إلى هذه الفترة التي أصبحت تعرف ب"موسم الأمطار" ومما جاء في المقال المذكور:" في مثل هذه الفترة من السنوات الفارطة، عرفت بلادنا فيضانات شملت عديد المدن وخاصة العاصمة،خلفت خسائر مادية هامة وتضررت منها على وجه الخصوص عديد العائلات التي تسرّبت المياه إلى داخل منازلها وأتلفت الأثاث والأواني... وكل شيء.. وهناك من اضطر للإقامة في ملاجئ وقتية (الجديدة، واد الليل، العمران الأعلى، المحمدية، حي التضامن... الخ). وكان من ضمن أسباب تسرب المياه إلى المنازل (وقتها) عدم قدرة شبكات تصريف المياه على تحمّل تدفق المياه إلى جانب وجود حواجز دفعت المياه نحو المنازل (كما هو الشأن مثلا في المحمدية والعمران الأعلى). وقد تدخلت المصالح البلدية وقتها "ووعدت" بإزالة مسبّبات هذه الحالة. و ما يلفت الانتباه اليوم أن الحالة مازالت كما هي إذ لم تف المصالح البلدية بوعودها.. وهو ما يعني أن إمكانية تكرار ما حصل خلال السنوات الماضية.". ولنا عودة إلى هذا الموضوع الوطن نورالدين المباركي