شنت قوات الأمن أمس حملة اعتقالات واسعة ضد من تعتقد بتورطه في الهجوم على قناة نسمة.. وقالت مصادر أمنية أن قوات الأمن اعتقلت بين ستين و مائة شخص للتحقيق معهم حول الحادثة. و كان مئات المواطنين تجمعوا صباح أمس أمام مقر نسمة تي في للاحتجاج على بث شريط إيراني مدبلج إلى العامية يجسد الذات الإلهية وطالبوا بمحاسبة المسؤولين و اعتبروا أن بث الشريط يهدف إلى استفزاز المشاعر الدينية للمواطنين. وحسب رواية شهود عيان فان قوات الأمن واجهت الاحتجاج بعنف حيث حاولت تفريق المتظاهرين بقنابل الغاز فيما رد المحتجون برمي الحجارة . من جهته قال السيد نبيل القروي رئيس قناة نسمة تي في أن المهاجمين حاولوا إحراق المقر و أكد لوكالة فرانس برس انه تلقى تهديدات بالقتل. وذكرت القناة في بيان لها أن بنايتيها "تعرضنا الى محاولات اقتحام واعتداء بالعنف من قبل مجموعة ملتحية ومنقبة، تسلح بعض من أفرادها بهراوات وسكاكين". وندد العاملون في القناة من صحفيين ومسيرين وفنيين في هذا البيان بما اعتبروه "هجمة شرسة" داعين الرأي العام والمجتمع المدني إلى التصدي لمثل هذه الممارسات التي "تمس بأسس التعايش السلمي" و"تمنع الرأي المخالف". و قال الناطق الرسمي لوزارة الداخلية السيد هشام المدب لراديو كلمة ان الاحتجاج غير مرخص و غير شرعي مؤكدا على ضرورة إعلام السلطات المركزية او الجهوية بتنظيم مثل هذه الوقفات. وفي نفس السياق قال احد المحتجين لراديو كلمة أن القناة تعمدت بث الشريط الذي يمس من الذات الإلهية لاستفزاز مشاعر المسلمين مؤكدا أن الوقفة كانت سلمية إلا أن قوات الأمن تدخلت بقوة . وأكد المصدر أن استفزاز المشاعر الدينية في بلد مسلم لن يمر بدون عقاب حسب قوله. من جهته أدان عضو المكتب السياسي لحركة النهضة السيد سمير ديلو الهجوم الذي تعرضت له قناة نسمة من جانب بعض المواطنين الذين وصفهم بالسلفية و اعتبره عملا معزولا. كما أدان الاتحاد الوطني للحر الهجوم و اعتبره في بيان تحصلت كلمة على نسخة منه " تشويشا على العملية الانتخابية من شباب غير واعي يحاول من خلالها بث الفتنة و زعزعة الاستقرار بالبلاد. من جهته اعتبر التكتل الديمقراطي من اجل العمل و الحريات أحداث العنف انتهاك لحرية التعبير داعيا كل الأحزاب و القوى الديمقراطية إلى الوقوف صفا واحدا للدفاع على حرية التعبير و نبذ كل أشكال العنف و التطرف. من جهة أخرى اعتبر بعض الملاحظين أن بث الشريط في هذا الوقت بالذات قد يستهدف الحملة الانتخابية و محاولة التأثير على الناخبين ضد التيار الإسلامي . وقال رئيس منتدى ابن رشد للدراسات أمس لإحدى الإذاعات الخاصة ان القناة تتهم من عديد الأطراف بقربها من بعض الدوائر اليهودية و الصهيونية و خصوصا ان رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برليسكوني وإمبراطور الصحافة البريطانية والأميركية روبرت مردوخ يملكان أسهما فيها. ويروي الفيلم وهو سيرة ذاتية بعنوان “Persepolis” أو “بلاد فارس” للمؤلفة والمخرجة الإيرانية مارجان ساترابي، قصة فتاة إيرانية من أسرة متحررة تعيش أجواء الانقلاب الذي قامت بة الثورة الإسلامية الإيرانية بقيادة الخوميني عام 1979 علي نظام الشاه السابق محمد رضا بهلوي، وشعورها بالقمع في ظل الحكم الإسلامي، وما تلاه من خيبة أمل قبل أن يرسلها والداها إلى النمسا خوفاً عليها من الأجهزة الأمنية لتكمل دراستها هناك.