شهدت مدينة سيدي بوزيد منذ صباح يوم أمس السبت 18 ديسمبر تعزيزات أمنية كبيرة قادمة من عدد من الولايات المجاورة وخصوصا من ولاية قفصة حيث تتمركز فيها قواعد أمنية منذ اندلاع انتفاضة الحوض المنجمي سنة 2008، وحوصرت كامل مداخل مدينة سيدي بوزيد التي تشهد لليوم الثاني احتجاجات واسعة من طرف المئات من المواطنين الذين رددوا النشيد الوطني ورفعوا شعارات طالبوا فيها بمحاسبة المسؤولين عن الحادثة التي جدت يوم الجمعة وانتهت بإحراق الشاب محمد البوعزيزي لجسده بعد سكب كمية من البنزين عليه. كما طالب المحتجون بالتنمية و توفير فرص الشغل، وقد زادت حدة الاحتجاجات بعد تسرب نبأ مفاده أن الشاب توفّي متأثرا بحروقه البليغة فوقعت مواجهات ومصادمات عنيفة بين المحتجين و قوات الأمن نتجت عنها إصابات عديدة بين المحتجين خصوصا بعد استعمال قوات الأمن للغاز المسيل للدموع بكثافة ملحوظة حسبما نقل إلينا شهود عيان. وقد علمت كلمة أن عددا من المصابين في الاحتجاجات تم نقلهم إلى بعض المستشفيات المحلية كما طالت الإصابات عددا من أعوان الأمن. وعلمنا أن السلطات الأمنية تقوم بحملة اعتقالات طالت عددا من شباب الجهة وقالت مصادر نقابية لكلمة أن البوليس يقوم بإيقافات عشوائية من بينها إيقاف الرياضي باولمبيك سيدي بوزيد محمد الزاهي العيفي. وقال شهود عيان "إن محمد بوعزيزي (26 عاما) من أصحاب الشهائد العليا العاطلين عن العمل سكب على جسده البنزين وأضرم في جسده النار أمام مقر الولاية احتجاجا على منعه من مقابلة الوالي لتقديم شكوى ضد عون تراتيب بلدية اعتدى عليه بالضرب بعد أن منعه الشاب من مصادرة الخضر والغلال التي كان يبيعها.