حدثنا ثائر ابن مقدام الثوري قال: "اشتهيت السلطة وصولجان الرئاسة، فأعددت نفسي للخلافة وشرعت في لضم خرزات تاج الوراثة، وبدأت أجمّع خرزاته من كل الفيافي والفجاج، حتى ظننتني قدرت عليه، وسرت أقرب إليه من كل من أعدّ نفسه للسطو عليه، وبينما أنا في نشوتي وسكرتي، إذا بأقوام شُعث غُبر ، لم نعرفهم من قريب ولا بعيد، هاجمونا على حين غرة وأخذونا على غفلة، انتزعوا من بين أيدينا التاج، وتربعوا فوق عرشنا الوهاج! ... صحنا بهم: "من أنتم"؟ وأي مغارة قذفتكم إلينا؟ قالوا: "نحن شركاؤكم في ماء الوطن وحليبه، أيادينا لكم ممدودة وقلوبنا لكم مفتوحة، كيف تنسون ما كان بيننا وبينكم من صولات وجولات؟ أهو الكِبْر أم النسيان، قاتل الله الشيطان إنه ينزغ بين بني الإنسان فيبغي بعضهم على بعض! أأنساكم طول العهد بتفردكم وتغييبنا؟ أم تواصل البعد؟ أبعد الله عنا الفتنة وقرّب منا الفطنة! ... هذه كلمة منا سواء حتى لا يتخذ بعضنا بعضا أربابا ولا بعضنا من بعض شواء، فإن هدفنا أن نخرج العباد من ضيق القهر والاستبداد إلى سعة الديمقراطية والرشاد! ومن انغلاق الإيديولوجيات إلى رحابة التنوعات"! قال ثائر: " لو خرجتم من جلودكم ما عرفناكم، ولا أمورنا سلمناكم! نحن معكم في طلاق بائن، إن تقبلوا أعرضنا وإن تدبروا عارضنا! الانتخاب بيننا وبينكم سجال، فكرّة علينا وعشرة إلينا، وما لم تحققه لنا الانتخابات فرضناه بالاعتصامات! نحن أبناء الثّورة والثّوار وثورتنا مستمرة حتى تعودوا إلى القبور التي منها أتيتم، وحتى تَخْلو لنا البلاد إن أنتم تولّيتم! ... سنحرّك جموعنا على كل طريق ونثبتهم على كل سكة، ونزرعهم أمام كل وزارة ومؤسسة، فإما أن تتخلوا عن السلطة صاغرين أو ندحركم منها ثائرين، الثورة والاعتصامات والإضرابات تعرفنا، والمواجهات والصراخ والطرقات والنضال وسيلتنا! ... الثورة قامت حتى لا يكون "لرجعيّ" على "تقدميّ" سبيل، فإما "التقدم" ونهجه أو الاستبداد خير بديل والاستقواء بالأصدقاء خير معين ودليل ...!