جدد منذ قليل الرئيس التونسي الذي يقوم بزيارة إلى المغرب في جولة إقليمية تأخذه أيضا إلى موريتانيا ثم الجزائر، جدد الدعوة إلى عقد "قمة مغاربية" من أجل إعادة اتحاد المغرب العربي على أسس جديدة. و قال أنه "إذا تم عقد القمة هذه السنة فسيكون اتحاد المغرب العربي على سكته". و أكد الوزير الأول المغربي عبد الإله بن كيران من جهته، أن زيارة المرزوقي خطوة هامة على طريق تحقيق طموحات شعوب منطقة المغرب العربي التي تتطلع إلى الوحدة، مؤكدا أن الإرادة المشتركة للبلدين في تحقيق الوحدة المغاربية خصوصا عبر فتح الحدود و تحريك التعاون في مختلف المجالات، كما هو الحال في عدة كتل إقليمية تمكنت من الاندماج رغم العديد من نقاط الاختلاف. وقال محللون أن تطلعات المرزوقي بأن تكون سنة 2012 سنة "الاتحاد المغاربي" ستوضع قريبا على المحك لمعرفة إمكانية تطبيقها سياسيا على أرض الواقع، مبرزين أهمية التعامل بحذر مع مثل هذا المشروع الوحدوي حتى لا تظهر تحالفات مضادة بين دول أخرى تعيش جمودا سياسيا في المنطقة. و قالوا أن الزيارة إلى البلدان المغاربية ترمي أساسا إلى تليين الأجواء و المواقف السياسية المتصلبة خاصة بين بعض بلدان الاتحاد المغاربي، باعتبار أن المرزوقي سيزور فيما بعد الجزائر و موريتانيا، مادامت العلاقة الثنائية بين تونس و المغرب لا تشوبها أي مشاكل خصوصا في الوقت الحالي. السيد تاج الدين الحسيني الخبير في العلاقات الدولية قال لراديو كلمة أن " النظام التونسي الحالي بحكم طابعه الديمقراطي والوطني سيسعى إلى المساهمة في تحقيق تطلعات الشعوب المغاربية، حيث تأكد نظريا وعمليا أن الاندماج الجهوي لا ينجح إلا بين الأنظمة الديمقراطية التي تحترم إرادة شعبها"، مؤكدا أن التحدي الكبير الذي يعترض تونس و المغرب هو العمل على تليين المواقف الجزائرية من بعض القضايا الحيوية التي تعيق انطلاقة جديدة للاتحاد المغاربي. من جهة أخرى، عبر محللون عن تخوفهم من الزيارة التي قد تفهم أنها موجهة ضد الجزائر، إلا أن البعض قلل من قيمة هذا التحليل على اعتبار أن الرئيس التونسي سيختتم زيارته الإقليمية بزيارة الجزائر لطرح نتيجة مشاوراته. من جهة أخرى، ركز الرئيس التونسي في تصريحة للصحافة المغاربية أمس على ضرورة تحقيق الحريات الخمس بين بلدان الاتحاد المغاربي و التي أكد عليها خلال زيارته إلى ليبيا و هي حرية التنقل و حرية التملك و حرية الاستقرار و حرية الاستثمار ثم حرية الانتخابات.