شهد صباح أمس الاثنين مقرّ النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين حالة من الفوضى والمشاحنات أحدثتها العناصر المحسوبة على الأجهزة الحكومية. وكان من المقرر عقد ندوة صحفية دعا إليها مكتب النقابة لتقديم التقرير السنوي للحريات الصحفية، لكنّ مجموعة يتقدمها جمال الكرماوي ومحمد بن صالح وكمال بن يونس وعفيف الفريقي قاموا بتعطيل سير الندوة معترضين على النسخة النهائية للتقرير الذي أعدّت مسوّدته لجنة الحريات الصحفية برئاسة جمال الكرماوي. وعزّز المعترضون هجومهم على مكتب النقابة بالاستعانة بعنصرين من داخله هما سفيان بن رجب وسميرة الغنوشي. وقد أصرّ الكرماوي ومن معه على افتكاك الكلمة لطرح حيثيات إعداد التقرير غير مبالين بالندوة الصحفية. وتعالت احتجاجات الصحافيين الحاضرين لصد تلك المجموعة التي لم تكتف بذلك وقامت بالاعتداء على صحافيين، فقد اندفع كمال بن يونس رئيس لجنة الأخلاق الصحفية نحو منصة مكتب النقابة ليهمّ بضرب رئيس النقابة ناجي البغوري، كما اعتدى جمال الكرماوي رئيس لجنة الحريات الصحفية لفظيا على مصوّر قناة الحوار التونسي وحاول منعه من التصوير. هذا وحذّر ناجي البغوري رئيس نقابة الصحافيين من محاولات جديدة للانقلاب على مكتبه، وقال البغوري إنّ جهة سياسية تحاول ضرب وحدة النقابة. وكان رئيس النقابة قد عبّر في افتتاح ندوة اليوم عن أسفه لاستمرار الأوضاع الصعبة للحريات الصحفية مشيرا إلى ما أوردته تقارير دولية متطابقة أوردت تونس في ذيل قائمة الدول المحترمة لحرية الصحافة. وشدد البغوري على أنّ واقع الإعلام في تونس لا يعكس ثراء وتنوع المجتمع رغم محاولات بعض الصحافيين في هذا الاتجاه. كما انتقد الإعلام الحكومي حيث إنّ مؤسسات حكومية تموّل من المال العام لا تقدّم إعلاما حقيقيا بل تنتهج خطا نمطيا أحاديا، إضافة إلى الفساد المالي والإداري الذي اخترقها بدخول المتنفذين مجال الإنتاج الإعلامي.