يراهن الاولمبي الباجي والنجم الساحلي على تحقيق فوز عريض يمكنهما من قطع خطوة هامة على درب التأهل عندما يستضيفان الدفاع الحسني الجديدي المغربي يوم الجمعة واشانتي غولد الغاني يوم الأحد على التوالي في إطار ذهاب الدور الأول لكاس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم. وتأتي المباراتان في ظرف دقيق بالنسبة للفريقين اللذين يعانيان كسائر الأندية التونسية الأخرى من نقص في نسق المباريات بسبب توقف نشاط البطولة منذ 9 جانفي الفارط وهو ما قد يؤثر على جاهزية اللاعبين خصوصا من الناحية البدنية رغم المجهودات التي بذلت من اجل تأثيث الفترة الماضية بعدد من المقابلات الودية. في المقابلة الأولى يجدد الاولمبي الباجي العهد مع المسابقات القارية بعد غياب تواصل على امتداد 15 عاما وهو سيكون بالمناسبة على موعد مع أول مشاركة في كاس الاتحاد الإفريقي بعد أن سبق له خوض تصفيات كاس إفريقيا للأندية الفائزة بالكأس عامي 1994 و1996 ويطمح الاولمبي الباجي في هذه المغامرة الإفريقية الجديدة إلى الذهاب إلى ابعد ما يمكن رغم أن الفريق يبدو منشغلا أكثر بوضعيته الحرجة في سباق البطولة باعتباره يصارع من اجل درء شبح النزول. وبعد مشاركة إقليمية خلال شهر نوفمبر الماضي في كاس شمال إفريقيا لم تكلل بالنجاح اثر الخروج المبكر أمام وفاق سطيف الجزائري في الدور نصف النهائي يأمل الاولمبي الباجي في الاستفادة من هذه التجربة واستخلاص العبرة منها حتى لا تتكرر نفس الاخطاء ويضمن لنفسه اوفر حظوظ النجاح في هذه المشاركة القارية. واظهر الفريق استعدادات طيبة خلال اللقاء الودي الأخير الذي خاضه الأسبوع الفارط أمام الترجي الرياضي بالعاصمة (صفر/صفر) وقد مكن هذا الاختبار المدرب سفيان الحيدوسي من الوقوف على إمكانيات اللاعبين ومدى حضورهم البدني. وإزاء الحاجة الملحة لتحقيق فوز مطمئن سيكون الاولمبي الباجي مدعوا إلى توخي طريقة يطغى عليها الطابع الهجومي للضغط على المنافس وإنجاح رهان التهديف. وقد اخضع الإطار الفني عناصر الخط الأمامي لتمارين خصوصية أمام المرمى لإنجاح اللمسة الأخيرة ووضع حد لمعضلة العقم الهجومي التي ظلت تلاحق في الفريق منذ بداية الموسم وهو ما تجسد في تسجيل سوى 8 أهداف في 14 مباراة ضمن البطولة. ورغم تأكد غياب صابر المحمدي وحمودة المعمري بداعي الإصابة والشك الذي يرافق مشاركة نبيل الميساوي لأسباب صحية فان التفاؤل يحدو فريق عاصمة السكر الذي يعول بالخصوص على الثنائي المنتدب حديثا فخر الدين قلبي وجميل خمير لتقديم الإضافة وإضفاء النجاعة على أداء الخط الهجومي. وفي ما يتعلق بالدفاع الحسني الجديدي فان وضعيته هو الآخر ليست مريحة على الصعيد المحلي اذ يحتل المركز الثالث عشر في البطولة المغربية على بعد 6 نقاط من متذيل الترتيب. ويعود الدفاع الذي يعتبر من أندية الصف الثاني في المغرب اذ لا يحتوي سجله على اي لقب إلى البطولات الافريقية بعد غياب تواصل امتداد 25 عاما. أما في المقابلة الثانية فيتطلع النجم الساحلي إلى استعادة بريقه القاري الذي خفت في العامين الماضيين وكسب انتصار عريض على حساب ضيفه اشانتي غولد قبل موقعة الإياب التي تلوح صعبة بعد أسبوعين في غانا. وسيكون فريق جوهرة الساحل الذي يشارك للمرة السابعة عشرة على التوالي في إحدى المسابقات الإفريقية مدعوا إلى الاستنجاد بكامل تجربته لتخطي هذه العقبة الشائكة في مستهل مشواره نحو استعادة اللقب الذي سبق ان توج به سنوات 1995 و1999 و2006 ولا يحمل النجم الساحلي الذي يملك في خزائنه جميع الألقاب القارية ذكريات جميلة عن اخر مشاركة له في هذه المسابقة بعد ان خرج العام الماضي بطريقة مذلة أمام منافس مغمور اسفان من النيجر منذ الدور الأول. ويدخل النجم الساحلي المباراة بتشكيلة مكتملة الصفوف بعدما تخلص الحارس أيمن المثلوثي والمهاجم لمجد الشهودي اللذين تغيبا عن المقابلتين الوديتين الأخيرتين أمام أمل حمام سوسة والترجي الجرجيسي من مخلفات الإصابة. واذ يعتبر اشانتي غولد اقل إشعاعا من مواطنيه قلوب الصنوبر واشانتي كوتوكو اذ تخلف عن التتويجات المحلية منذ سنة 1996 فانه يبقى منافسا يفرض الاحترام لا سيما وان كرة القدم الغانية تعد مدرسة لتفريخ اللاعبين الموهوبين. ويعول اشانتي غولد على هذه المشاركة من اجل الظفر باول ألقابه القارية بعد ان كان قاب قوسين او أدنى من الظفر برابطة أبطال افريقيا عام 1997 عندما بلغ الدور النهائي قبل ان ينحني أمام الرجاء المغربي بركلات الترجيح.