كوورة - أجواء مشحونة و كراهية غير مبررة هي التي تعاني منها كرتنا التونسية هذه الأيام و الدافع على ما يبدو هو ضغط النتيجة فالكل يتسابق من أجل بطولة أو كأس متناسيا قيمة معنى الرياضة راميا عرض الحائط مبدأ الروح الرياضية و القيم النبيلة . لماذا هذا كل التشنج و الانفعال و الاتهامات المتبادلة من هذا المسؤول أو ذاك وهذا العنف الذي اجتاح مياديننا في الأشهر الأخيرة من جمهورنا و أيضا من لاعبينا ... مما حتم اتخاذ قرارا حرم الجمهور الرياضي من مساندة فريقه في بقية مشوار الموسم الرياضي. هذا الجمهور يجرنا للحديث عن ما حصل يوم أمس الأحد ( 29 ماي 2011 ) في ملعب سوسة أين لعب منتخبنا الوطني مباراته الودية و التي فاز فيها بثلاثية نظيفة على منتخب جمهورية افريقا الوسطى استعدادا لمباراة التشاد يوم 05 جوان القادم في اطار تصفيات كأس امم افريقيا 2012...انتصار معنوي لمنتخبنا خاصة لبعض الوجوه الشابة التي أبلت بلاء حسنا خلال أول مشاركة لها على غرار لاعب الملعب التونسي ايهاب المساكني و لاعب القوافل أمير العمراني. لكن النقطة السلبية و التي حصلت خلال هذا الللقاء هي ما أقدمت عليه بعض الجماهير و ليست كل الجماهير ، من خلال اطلاق صافرات استهجان تجاه بعض لاعبي المنتخب على غرار ما حصل مع أسامة الدراجي خلال تنفيذ ركلة الجزاء...تصرف غير مقبول لأن زي المنتخب و الراية الوطنية فوق كل اعتبار و لا نقبل مثل هذه التصرفات مهما كان الجمهور الذي أقدم عليها...وهي ليست المرة الاولى التي يقدم فيها جمهور على مثل هذا التصرف فأحيانا عندما يلعب المنتخب التونسي في العاصمة نلاحظ انحيازا من قبل الجماهير للاعب على حساب لاعب اخر...فهي ظاهرة موجودة منذ زمن و ليست جديدة على ملاعبنا لذلك يجب القضاء عليها من خلال التوعية و ' تصفية القلوب ' أولا بين المسؤولين و أيضا بين اللاعبين ...أعجبتني لقطة أيمن عبد النور و وليد الهيشري فقد بعثوا برسالة لجمهورنا الرياضي برهنوا فيها أن ألوان الجمعيات تختفي عندما يكون الدفاع على الراية الوطنية. نتمنى أن يكون هذا درس في معنى الروح الرياضية و نسعى جميعا كل من موقعه على تحسين العقلية و ترسيخ مبدأ التنافس النزيه و نبذ التعصب و الأنانية لأنها ليست من مبادئنا و أخلاقنا....و المبادرة يجب أن تكون من قبل المسؤولين و سأعطي مثال بسيط لكن يمكن تعميمه لماذا مثلا لا يقع برمجة جلسة صلحية بين مسؤولي الترجي الرياضي التونسي و النادي الافريقي على خلفية " الصراع " الدائر بينهما حول صفقة كوليبالي لأن مثل هذا الصراع من شأنه أن يجر الفريقان الى أروقة ' الفيفا ' و متاهات لن تزيد الا من تأزيم الوضعية و خلق أجواء من التوتر بين المسؤولين و الجماهير ...دائما أقولها و سأعيدها كل ما سنحت لي الفرصة أتركوا الكرة للميدان و الفائز هو الأجدر و المنهزم يطور نفسه و يجتهد و بالعمل سينتصر في المرة القادمة ...و نسعى لترسيخ حب الانتصار و أيضا حب الآخر من خلال عقلية احترافية ليصبح الاحتراف فعلا و ليس كلاما ....