رغم الاضطرابات التي رافقت النشاط الرياضي سنة 2011 بعد ثورة 14 جانفي توصلت الرياضة التونسية الى تحقيق نتائج متميزة قاريا ودوليا في اختصاصات متنوعة وفي اصناف مختلفة. وكان الامتياز بالخصوص لرياضتي كرة القدم وكرة السلة وذلك بعد النجاحات القارية لهذين الرياضتين. ففي كرة القدم تحصل المنتخب التونسي للاعبين المحليين على اول لقب قاري بعد الثورة باحرازه بطولة امم افريقيا التي اقيمت بالسودان اثر تغلبه في الدور النهائي على نظيره الانغولي بثلاثية نظيفة. وتجسدت هيمنة كرة القدم التونسية على مستوى القارة السمراء بفوز الترجي الرياضي برابطة الابطال الافريقية على حساب الوداد البيضاوي المغربي وادراك النادي الافريقي نهائي كاس الاتحاد الافريقي الذي خسره بركلات الترجيح 5/6 امام المغرب الفاسي. وعلاوة على ذلك اختار الاتحاد الافريقي في حفل جوائزه السنوي الترجي الرياضي كافضل فريق وقائده اسامة الدراجي احسن لاعب ينشط في البطولة المحلية. اما في كرة السلة فقد تربع المنتخب الوطني على عرش هذه الرياضة قاريا بعد الاطاحة بحامل اللقب المنتخب الانغولي في بطولة امم افريقيا (مدغشقر 2011) والتاهل الى الالعاب الاولمبية لاول مرة في تاريخه. كما فرض النجم الساحلي كلمته في بطولة افريقيا للاندية البطلة التي اقيمت بالمغرب وتوج باللقب على حساب بريميرو دي اغستو العريق. وعلى الصعيد الدولي فان النتائج كانت ايضا مشجعة ومنها بالخصوص فوز العداءة حبيبة الغريبي بفضية سباق 3000 م موانع في بطولة العالم بكوريا الجنوبية وهي الميدالية الاولى من نوعها في هذه التظاهرة والثانية في تاريخ المشاركة التونسية بعد برونزية حاتم غولة في سباق 20 كلم مشيا ضمن دورة اليابان سنة 2007/ الى جانب فوز لاعبة التنس انس جابر بدورة رولان غاروس للوسطيات اثر تغلبها في النهائي على البورتوريكية بويغ 2/صفر. وابلت رياضة الكرة الحديدية ايضا البلاء الحسن بحصول منتخب السيدات للكرة الحديدة الحرة على ميدالية ذهبية في بطولة العالم بانطاليا وحصول لاعب الكرة الحديدية المقيدة محمد الصادق الزايدي على الميدالية البرونزية في بطولة العالم بايطاليا. كما تالق المنتخب الوطني لكرة اليد للاواسط في بطولة العالم باليونان باحرازه الميدالية البرونزية بعد تفوقه في اللقاء الترتيبي على نظيره المصري. واكدت الرياضة التونسية موقعها البارز على الصعيدين القاري والعربي بانهائها الالعاب الافريقية مابوتو 2011 في المركز الرابع ب29 ذهبية والالعاب العربية الدوحة 2011 في المركز الثاني ب54 ميدالية ذهبية فاز السباح اسامة الملولي الذي تم اختياره افضل رياضي ب 15 منها. ولئن كانت نتائج الرياضة التونسية في مستوى التطلعات اجمالا الا انها تبقى قادرة على تحقيق الافضل اذا ما تم تجاوز بعض الصعوبات والسلبيات التي تحول دون سيرها على الطريق الصحيح والتي تتعلق بالخصوص بالهيكلة الادارية وطرق التمويل دون ان ننسى ضرورة العمل على تجاوز ظاهرة العنف في الملاعب التي تسببت في خسائر مادية جسيمة للاندية والحقت اضرارا كبيرة بالمنشات الرياضية.