في خضم الأحداث الأخيرة التي عقبت انهزام الترجي بخمسة أهداف لصفر في ذهاب نهائي رابطة الأبطال الإفريقية على يدي حكم لم يعدل ليقود بذلك الترجي إلى نفق مظلم ويبدد أحلامه بدا رئيس الجمعية حمدي المدب أكثر اتزانا ورصانة ورجّح كفة العقل . ففي اجابة عن سؤال لصحيفة " الاسبوعي " التونسية، حول ردة فعل الترجي في لقاء الإياب خاصة أنه وقف على مشاهد مؤسفة في لوبومباشي قال رئيس الترجي «.. يخطئ من يعتقد أننا رمينا المنديل ففي الكونغو خسرنا شوطا أول وبمقدورنا أن نتدارك خلال الشوط الثاني في رادس وقد كان كلامي واضحا يوم قلت للاعبين أنه لو بقي بصيص من الأمل سنتشبث به حتى آخر لحظة وندافع عن حظوظنا باللعب وتسجيل الأهداف وسيكون النجاح حليفنا بفضل وقوف الجماهير إلى جانبنا من خلال التشجيع في كنف الروح الرياضية بعيدا عن التشنج باعتبار أن الترجي قدوة ومثالا يحتذى به في الانضباط وفي الوقوف إلى جانب النادي من أجل نحت مسيرة وردية كما أني استغل الفرصة لأبعث برسالة إلى كل جماهير الترجي التي تعشق الأحمر والأصفر أدعوها فيها إلى عدم الرد على اللوم والظلم باللوم والظلم بل سنستقبل المنافس خير استقبال وسنكون كرماء إلى أبعد الحدود مثلما تعودنا على ذلك مع الجميع وسنسعى إلى الفوز بفضل شبابنا ومواهبنا فكأس إفريقيا للأندية البطلة تجرى كل سنة وفريقنا رغم صغر سن لاعبيه متعود على جني الألقاب والتعامل مع مختلف الوضعيات بالحنكة والصبر...». هدفنا الحفاظ علي لاعبينا وأشار رئيس الترجي إلى أن الحضور الجماهيري والتشجيع حتى آخر لحظة من شأنه أن يشحذ همم اللاعبين ويحفزّهم على تحقيق ما يعتبره كثيرون معجزة إذ يقول «في كرة القدم كل شيء جائز والأهم بالنسبة إلينا أننا عدنا سالمين وحافظنا على أبنائنا ولا تعنينا الهزيمة بقدر ما يعنينا نجاحنا في ترميم معنويات هذه العناصر الشابة التي تعتبر مستقبل الترجي، وحسبنا شرفا أننا كوّنا مجموعة متجانسة ومتكاملة قادرة على أن تبسط نفوذها محليا وقاريا أما الأهم من كل ذلك هو أن يساعدنا الجمهور الوفي على الحفاظ على هذه المجموعة التي عودته على احراز الألقاب». الجمهور الوفي وأما كيف سيستعد الترجي للقاء العودة في رادس بعد كل الذي عاشه في الكونغو قال حمدي المدب «لم نعد نفكر في لقاء الذهاب وما حف به من أحداث كما أني مقتنع بأن أبنائي أبطال رغم كل ما حدث لهم وحسبنا شرفا أنه لدينا مجموعة تمتاز بدماثة الأخلاق وتعج بالمواهب يمكن التعويل عليها في الظروف الصعبة كما أن اللاعبين وعدوني من تلقاء أنفسهم ونحن في طريق العودة من الكونغو بأنهم سيحققون الانتصار المطلوب لإسعاد الأنصار خاصة وبالتالي فإن أجواءنا عادية إذ لا تنسوا أن لاعبينا صغار السن وما حدث لهم يعيشونه لأول مرة وقد يكون ذلك أهم دافع لردة الفعل الإيجابية المنتظرة.. كما أجدد شكري لجمهور الترجي الذي ظل إلى جانبنا وساندنا كثيرا وتعب معنا في حلّنا وترحالنا محليا وقاريا."