مرة أخرى يضرب العنف الأعمى أبرياء لا ذنب لهم غير أنهم كانوا في المكان غير المناسب في الساعة غير المناسبة، ساعة يفقد فيها بعض المتعصبين الصواب ويضحون وحوشا ضارية تصب جام غضبها على البشر والتجهيزات دون مراعاة ولا قراءة للعواقب الوخيمة... ضحية العنف هذه المرة لم تكن غير الصحفية بدار الصباح حنان قيراط أنهت عملها مساء وغادرت نحو مسقط رأسها بني خلاد على متن حافلة عمومية وهاهي تروي لكم ما جرى : «بعد نهاية اللقاء غادرت منصة الصحفيين باتجاه محطة الحافلات المحاذية للملعب وبقيت بانتظار الحافلة القادمة من محطة باب عليوة بالعاصمة باتجاه بني خلاد... في حدود الساعة الثامنة و20 دقيقة ركبت الحافلة التي ما أن تقدمت بضع عشرات من الأمتار حتى تفاجأنا بتجمع العشرات من المحبين ثم بحجارة تصيب نافذة الحافلة وتهشم البلور وتصيبني مباشرة في الوجه". غياب الإسعاف تواصل الزميلة حنان قيراط سرد أطوار الواقعة بالقول: " الإصابة كانت بليغة... شعرت بألم كبير قبل أن أفاجأ بالدماء تنزف من أنفي... حاول البعض إشعار الحماية المدنية أو الإسعاف الطبي الاستعجالي ولكن دون جدوى... لم يعثروا حتى على سيارة إسعاف لنقلي لذلك توجهت والدماء نازفة إلى مركز الشرطة بحمام الانف حيث بقيت طيلة ساعة انتظر قدوم سيارة لنقلي إلى المستشفى ولكن الانتظار طال ولم تات السيارة التي كانت في مهمة عمل... نقلت لاحقا إلى محل تمريض بحمام الأنف حيث تدخل الإطار شبه الطبي لإيقاف النزيف". 3 كسور في الفك وتتابع الزميلة بالقول: «بعد ذلك تم نقلي بواسطة سيارة خاصة إلى مركز الحروق والإصابات البليغة ببن عروس هناك قام الإطار الطبي برتق الجروح ب13 «غرزة» فوق الحاجب وفي الوجه ثم فحصوني فتبين وجود ثلاثة كسور مزدوجة في الفك العلوي... حينها سلموني تقريرا لحالتي مع منحي راحة ب 15 يوما وغادرت المؤسسة الصحية على الساعة الثالثة من صباح اليوم الموالي(الأحد)». عملية جراحية الزميلة حنان ذكرت انها توجهت أمس الأحد إلى معهد الهادي الرايس لأمراض العيون على أن تتحول اليوم إلى قسم جراحة الوجه والتجميل بمستشفى شارل نيكول حيث من المنتظر أن تجرى لها عملية جراحية على الفك.