عديدة هي مظاهر الانحراف والخروج عن القانون التي عشناها وما نزال منذ الثورة المباركة وقد لمستْ تقريبا جميع أوجه الحياة الجماعية في مجتمعنا بل وطالت مجالات كانت في الماضي غير البعيد رغم الفساد والمفسدين عصيّة ومستحيلة على أي كان مهما كانت “أكتافه” وكمّيات العاشوري التي يملكها ما جرّنا لهذه المقدمة هوْل ما وقفنا عليه هذه الأيام في الرصيف المحاذي لبناية الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس : بناء بالإسمنت المسلح على الفضاء الضيّق المخصص للمترجل في موقع استراتيجي وسط المدينة تدرّج حسب نظرية النشوء لصاحبها داروين من دكان صغير مساحته 2 متر على 5ر1 متر في صلب مقر الاتحاد استأجره أحدهم من الاتحاد لبيع الكسكروت قبل أن يصبح مقهى ويتوسّع على حساب الرصيف في شكل “تيندة” بالألمينيوم 5 متر على 10 أمتار كان كل مواطن شريف يمرّ من ذلك المكان أيام المخلوع الذي خُلع والمخلوعين الذين لم يُخلعوا بعد , إلاّ ولسان حاله يقول : الله لا يعطينا ما يغلبنا... كيف لمنظمّة كالاتحاد العام التونسي للشغل وشعاراتها إشاعة الحق والعدل والإنصاف تسمح بتعدّ على ملْك عمومي يُجاور مقرّها مهما كانت القيمة الكرائية والمغريات المادية ؟ قلنا وقتها ربّما يدخل ذلك في إطار سياسة الوفاق ( واعطيني نعطيك ) التي كان يتبعها الاتحاد في تعامله مع نظام المخلوع ومَنّيْنَا النفس في أن يُسرع “اتحاد شعبان مدى الحياة” بإصلاح ما فسد تماما كما فعل في أكثر من شركة ومؤسسة وموقع عمل عامّا كان أو خاصّا بعد 14 جانفي... لكن هيهات بعد الثورة التي حوّلها بعضهم إلى “غوْرة” أُزيلت هياكل الأولومينيوم إثر عملية بيع الأصل التجاري للمقهى بعشرات الآلاف من الدنانير وشرع المشتري الجديد في تنفيذ المخطط وهو تحويل المكان إلى بناء هيكلي بالإسمنت المسلح يمسح مساحة عرض واسعة لمحلّ تجاري ( حوالي 60 متر مربّع ) سيدُرّ بالتأكيد على صاحبه ثروة خيالية سواء بالاستغلال أو بالتفويت فيه بيعا أو أصلا تجاريا .... وكل ذلك على حساب الرّصيف أوْ رزق البيليك وعلى حساب سمعة اتحاد الشغل وتاريخه ومناضليه الشرفاء وعلى مرآى ومسمع من “الحاج شعبان” وزملائه ومن بلدية صفاقس ونيابتها الخصوصية وهي التي لا يبعد مقرّها عن مكان “الجريمة” سوى أمتار قليلة فقط قيل لنا إن بعض الغيورين من أبناء المنطقة راسلوا الولاية والبلدية وقيل إن قرارا بالهدم صدر في حق البناء الفوضوي على الرصيف لكن التنفيذ ... ارجع غدوة ... لماذا ؟.... أحدهم علّق ساخرا : إذا كان الحاكم ( ويقصد اتحاد الشغل طبعا) خصيمك آش كون باش تخاصم ...؟