يوم الجمعة قام مجموعة من الأشخاص بتعطيل إقامة صلاة الجمعة بجامع اللخمي بصفاقس للأسبوع الثاني على التوالي و لأول مرة في تاريخ أكبر المساجد في صفاقس منذ انشائه. و لئن يرى أغلب المواطنين أن ما أتاه انصار الامام المعزول رضا الجوادي هي كبيرة من الكبائر وهي تعطيل شعيرة من شعائر الله فريضة صلاة الجمعة مع عدم احترامهم لحرمة المسجد وتعالي اصواتهم وصراخهم فيه مثيرين بذلك فتنة نحن في غنى عنها في وقت نرنو فيه لوحدة الصف و تجميع الطاقات. لا يشك اثنان في كفاءة رضا الجوادي كامام خطيب يؤم الناس و قدرته العجيبة على التأثير فيهم و تعليمهم أمور دينهم و لا شك أيضا أن الخلافات الشخصية و السياسية مع وزير الشؤون الدينية هي السبب الرئيسي في عزل هذا الإمام الذي ملأ الدنيا و شغل الناس و كانت آخر خطبة له بجامع اللخمي بعنوان السلم و السلام في الإسلام كرسالة مباشرة لمن يتهموه بإمام الفتنة و التكفير. و الأكيد أيضا أن يعلم أنصار الجوادي أن تعطيل شعيرة من شعائر الله و خاصة صلاة الجمعة هو من المحرمات و لا يجوز حتى من باب الأخلاق حرمان الآلاف من أداء صلاة الجمعة مهما كانت الأسباب و الدوافع. فلنترك الخلاف بين الجوادي و عثمان بطيخ للقضاء و أروقة الوزارة و المقرات السياسية والبلاتوات أو حتى الشارع و لنترك المساجد لا يذكر فيها إلا اسم الله و لندرأ الفتن عن بلادنا و تجنب الخلافات و الانشقاقات بين المساندين و المعارضين تصل أحيانا حد المناوشات و التشابك في بيت من بيوت الله. فالرجاء كل الرجاء من رواد جامع اللخمي و خاصة من أحباء الجوادي أن يكفو عن تعطيل صلاة الجمعة و الدفاع عن آرائهم خارج إطار المسجد فليس من المعقول أن نحرم آلاف المصلين بدعوى معارضة قرارات الوزير و التشبث بإمام مهما كانت كفاءته. فمن الأجدى تسبيق المصلحة العامة و تفادي خطوات قد تكون ذات عواقب وخيمة. و من موقعي أدعو كل الأطراف إلى التعقل و نبذ التفرقة و كل من موقعه يسعى لتجنب الفتنة و إيجاد حل لهذه القضية حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت و ما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.