من منا لا يعرف ( 100 métre) وكيف كانت تمتاز بخضرتها ونضارتها يحلو فيها الجلوس تحت شجراتها الرائعة واليوم اصبحت إسفلتا وحجارة يتعثر فيها المارة في جريمة شنعاء إرتكبتها بلديّة صفاقس في صفقات عديدة مشبوهة جراء كثرة التدخلات فيها وإعادة تهيئتها وكل مجلس بلدي يرى ان الذي سبقه " غالط" وتصرف مئات آلاف الدنانير في ما لا يعني …حدائق صفاقس ماتت وإنقرضت وحتى ما بقي منها ذهب الإهمال بنضراتها أو عجزت البلدية عن ذلك بسبب التلوّث القاتل الذي اتى على الاخضر واليابس وحتى على البشر ..غابة صفاقس الشهيرة إلتهما البنيان تدريجيا لترتفع العمارات الخانقة والشاهقة في غياب تخطيط محكم لفرض المساحات الخضراء …فالمادة اعمت السلطة والباعث العقاري وفقدت صفاقس عذريتها الطبيعيّة واصبحت الغابة على بعد 12 او 13 كلم عن قلب المدينة التي عجزت عن التنفّس وإختنقت حدّ الموت فعن اي عيد شجرة يتحدّثون ؟ أين هي الشجرة اصلا ؟ هل هي هذه الاشجار التي تزيّن الشوارع وقد ألقت باوراقها وإمتدت جذوعها لتخترق التبليط ؟ هل هذه الاشجار التي تليق بصفاقس ؟ أنها افسدت المدينة لتتسبّب في نتوءات الأرصفة وفي رمي حباتها السوداء التي عكّرت من الحالة المزرية اصلا لطرقاتنا …يبدو ان مصلحة التشجير ببلدية صفاقس لا افق لها ولا ذوق ولا تخطيط وإتبعوا اسهل الطرق وارخصها " وعندكشي عندي " غاب الذوق الرفيع والحس الفني وستبقى صفاقس هكذا فاقدة للجمال والخصوصيّة فعن أي عيد شجرة تتكلّمون ؟