ويتواصل مسلسل قطع الطرقات في بلدي الجريح وحلقة اليوم تأتينا من الطريق الوطنية رقم 1 الرابطة بين صفاقسوتونس (الثنية القديمة) وبالتحديد في منطقة سيدي صالح على بعد 20 كم من صفاقس حيث قام بعض المحتجّين الذين يعدّون على أصابع اليدين بإغلاق الطريق ومنع مرور العربات في الاتجاهين مع حرق العجلات المطاطية احتجاجا على المصبّات الملوّثة للبيئة رغم تأكيد الوالي أنه سيتمّ تثمين النفايات ولن تكون المناطق التي هي على ملك الدولة والبعيدة نسبيا عن السكان ملوّثة للمحيط.. بقي أن نعلم لماذا اهتمّ إخواننا المحتجّون بقضايا البيئة في هذا التوقيت بالذات ؟ ولماذا لا يصدّقون كلام الوالي ؟ ومن جهة أخرى، هل أنّ كلام السيد فاخر الفخفاخ غير مقنع ومن حق الأهالي أن يوضّح لهم مرة واثنتين وعشرة إن لزم الأمر حتى يبدّد مخاوفهم ؟ ولكن أمخاوفهم بيئية بحتة أم فيها رائحة السياسة ووضع العصا في العجلة أو بالأحرى وضع النيران في العجلات وتأجيج الأوضاع ؟ وكيف يحتجّون على قضايا البيئة بإشعال النيران وألسنة اللهب تتصاعد مسبّبة تلوّث المحيط ومساهمة في الاحتباس الحراري ؟ بل إن الغريب أنّ نفس هؤلاء المحتجّين ساكتون على الأراضي المهمّشة ولم يكلّفوا أنفسهم الاعتناء بها أو استصلاحها ممّا جعل أشجار الزيتون شاحبة أو ميّتة كما تبيّنه الصور في نفس منطقتهم.. النار اليوم اشتعلت بكثافة في 4 مناطق على الأقل وفي نفس التوقيت : في الطريق الوطنية رقم 1 بسيدي صالح، وحذو السكة، وبين طريق المهدية وطريق تونس، وبين بين تنيور وقرمدة على مستوى قصاص رقم 11 ولكن لعل أوضحها على الإطلاق ما حدث في سيدي صالح وتعطيل مصالح المواطنين الذين لا ذنب لهم في ما يحدث سواء كان الوالي مصيبا أو مخطئا.. وفي النهاية، متى تنتهي اللعبة ؟
