لأول مرة منذ انطلاقه، يتنفس كأس العالم هواء غير هواء قارات أوروبا والأميركيتين، كما أنها المرة الأولى التي يقام المونديال في دولتين، إذ فازت كل من اليابانوكوريا الجنوبية بتنظيم الدورة الأولى في القرن الجديد لتفتح صفحة جديدة في تاريخ المونديال. الميزة الكبيرة لتنظيم البلدين الآسيويين للدورة هو زيادة فرص المنتخبات العربية من قارة آسيا لتشارك في البطولة نظرا لمشاركة كوريا الجنوبيةواليابان -دائمتي الحضور في الدورات القليلة السابقة- دون خوض التصفيات كمنظِّمتين للبطولة. في المقابل كانت تونس ممثل العرب الوحيد عن قارة إفريقيا. مباراة العرب الأولى.. "فضيحة" كروية مدوية ويوم أسود مباراة السعودية الأولى كانت ضد ألمانيا والهزيمة فيها متوقعة، خاصة وأن ألمانيا التي تدخل دائما إلى كل بطولة مرشحة للفوز؛ كانت تملك في ذلك الوقت فريقا مدججا بالنجوم الكبيرة. وكانت المباراة متوازنة في ربع ساعتها الأولى قبل أن تكشر ألمانيا عن أنيابها وتهزم السعودية بنتيجة كاسحة وبثمانية أهداف نظيفة بواقع 4 أهداف في كل شوط، ولم ينجح الأخضر السعودي في وقف "ماكينات" الأهداف الألمانية أو تهديد مرمى الحارس أوليفر كان ولو بكرة واحدة. وباتت الخسارة بمثابة اليوم الأسود للكرة العربية التي تلقت أقصى هزيمة في تاريخ مشاركاتها في البطولة العالمية. وبسبب هذه الخسارة، تحولت الآمال والأحلام العربية المعقودة على المشاركة الثالثة للسعودية إلى كابوس منذ المباراة الأولى، وأصبح الاستيقاظ سريعا من ذلك الكابوس هو المرجو قبل المباراتين المتبقيتين، ولكن العكس هو الذي حصل. نسور قرطاج.. قرعة ترفع سقف التوقعات بعد المشاركة التونسية المتواضعة في مونديال فرنسا 1998 بنفس اللاعبين تقريبا، لم ترفع الجماهير التونسية من سقف الطموحات المأمولة من الفريق قبل إعلان نتيجة قرعة مونديال 2002. غير أن وقوع منتخب "نسور قرطاج" بمجموعة تعد نظريا هي الأسهل لأي فريق عربي على مر مشاركات العرب في المونديال، رفع سقف الطموحات مجددا. روسيا تتفوق على تونس بهدفين نظيفين في أول مبارة لتونس في مونديال 2002 وإلى جانب اليابان إحدى الدولتين المنظمتين للحدث العالمي، تضم مجموعة تونس كلا من منتخبي بلجيكاوروسيا اللذين يعدان من التصنيف الثاني في المنتخبات الأوروبية. ويعطي مونديال 2002 فرصة لتونس لتعويض إخفاق تأهلٍ كان مستحقا إلى الدور الثاني في مونديال الأرجنتين عام 1978. ورغم هذا التفاؤل، هُزم منتخب تونس بهدفين دون رد في مباراته الأولى، وكانت نتيجة صادمة لأن منتخب روسيا لم يكن له شأن كروي في أوروبا، ولكنها كانت منطقية بسبب تفوق روسيا طيلة المباراة ولم يستطع منتخب تونس تقديم أي شيء يذكر. ووصفت هذه الهزيمة بأنها "نكسة" لأن الجماهير التونسية كانت تعول على هذه المباراة لضمان التأهل إلى الدور الثاني. هدف تونس الوحيد في شباك بلجيكا وهو الهدف العربي الوحيد في مونديال اليابان-كوريا 2022 وقبل المباراة الثانية ضد بلجيكا طُرح سؤال: هل يمكن أن يعوض منتخب تونس أم أنه سيلحق بالسعودية إلى خارج المونديال؟ قدم منتخب تونس أداء جيدا ضد بلجيكا وسيطر على أغلب فترات المباراة وعاد بالنتيجة بعد أن كان متأخرا بهدف نظيف، لكنه لم ينجح في تحقيق الفوز وانتهت المباراة بأول نقطة يحصدها العرب في هذه النسخة وأول هدف يسجلونه. هذه النقطة أنعشت الآمال بأن الفوز في المباراة المقبلة على اليابان صاحبة الأرض والجمهور قد تؤهل منتخب تونس للدور الثاني. حظوظ الفوز.. أمل بالترشح بقي يلوح في الأفق المباراة أمام المنتخب الياباني المستضيف صعبة بالفعل، ولكن اليابان ليست البرازيل أو ألمانيا، ويمكن هزيمتها حتى في عقر دارها. وأضافت الأجواء الاحتفالية في المدرجات الممتلئة بالجماهير اليابانية أعباء ثقيلة على لاعبي منتخب . ورغم كل هذه الأجواء فإن الأمل في الترشح بقي حاضرا، فالفوز على اليابان سيمنح تونس بطاقة التأهل. خسارة جديدة.. حزن الجماهير العربية لخروج فرقها اللافت أن الجماهير اليابانية في المدرجات فرضت ضغطا على منتخب بلادها، وكان واضحا أن العالم كله –عدا العرب- يريد تأهل اليابانيين إلى الدور الثاني للاستمرار في رؤية الجماهير اليابانية المميزة في المدرجات. وحصل ما يخشاه العرب، فقد فازت اليابان بهدفين دون رد وأقصت تونس من البطولة. وكانت حصيلة العرب في مونديال 2002 نقطة وهدفا فقط، وشهدت أولى نسخ القرن الجديد أسوأ مشاركة عربية منذ أن بدأ العرب في المشاركة بهذه التظاهرة . غدا قبل 10 أيام : تقديم المجموعة الأولى : مونديال قطر 2022