تونس- الصباح : بهدف تكريس مبدا التشغيلية والملاءمة بين الجامعة وسوق الشغل,تتواصل عمليات الاصلاح في صلب الجامعة التونسية.فالى جانب دخول منظومة"إمد" مرحلتها الثالثة يتواصل التركيز على بعث المعاهد الجامعية ذات التكوين التطبيقي القصير من أجل توفير أقصى الحظوظ التشغيلية لخرّيجي الجامعات وأصحاب الشهادات العليا باعتبار ان هذه المعاهد تستجيب لضرورة اقتصادية ولحاجة تكوينية ذات انعكاس مباشر على التشغيل. كذلك سيتواصل خلال السنة الجامعية القادمة إحداث شعب جديدة وتنويعها بما يتماشى مع متطلّبات الاقتصاد الوطني وحاجيات المؤسّسات الاقتصادية وخصوصيات الجهات مع التركيز على الشعب الواعدة التي فاق عدد الطلبة المرسمين بها خلال السنة الجامعية الحالية المائة ألف طالب منهم 46300 مرسمين في شعبة الاعلامية والاتصالات و17 ألفا في شعبة الفنون والحرف و30ألف في شعبة اللغات والانسانيات التطبيقية. الطلبة وصعوبة الادماج كما سيتواصل التركيز على التقليص من عدد الطلبة المرسّمين في الشعب والتخصّصات التي أصبحت فيها صعوبة في الادماج المهني وهي غالبا شعب تكوين عامّة في مجالات العلوم الانسانية والاجتماعية. وكذلك إعطاء قدر أكبر من الحرية للمؤسسات الجامعية في تصوّر محتويات التكوين بما يتماشى مع مقتضيات التشغيل وحثّها على إعداد عروض تكوين في إطار البناء المشترك للاجازات التطبيقية مع المهنيين. وتسعى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا إلى تعميم الوحدات التعليمية الافقية المتعلقة بتركيز ثقافة المؤسسات على كافة الاختصاصات والشعب وبمختلف مؤسّسات التعليم العالي مع الحرص على تحسين جودتها برامجا وإشرافا وتأطيرا. وكذلك تطوير منظومة الماجستير المهني عموما من حيث عدد الشهادات وعدد الطلبة، مع السعي إلى دعمها وتنويعها في إطار البرنامج الوطني 21-21. وتعميم ماجستير مهني في "إحداث المؤسّسات" على كل الجامعات. مع تكثيف الشعب الممهننة وتنويع الاختصاصات لتلبية حاجة قطاعات الانتاج من الكفاءات العليا والمتوسطة لتحسين نسب التأطير في المؤسسات الاقتصادية الموجودة ودعم نسق بعث المؤسسات الجديدة والمجددة. إشراك الكفاءات وتأمين تكوين في بعث المشاريع الى جانب ذلك سيتواصل التركيز على إشراك الكفاءات التونسية من خارج الجامعة ومن المهنيين في التعليم العالي وفي نشاط الاشراف المزدوج باعتماد جملة من العقود مثل عقود الحرفيين، والخبراء في التكنولوجيات الحديثة. وكذلك تكثيف مراحل التكوين التكميلي والتكوين حسب الطلب والتكوين المستمر وخاصة التكوين في إطار البرنامج الوطني للتأهيل للعمل المستقل الذي يهدف إلى تأمين تكوين في بعث المشاريع وإحداث المؤسّسات. والعمل على مزيد توجيه البحوث الجامعية نحو الاولويات الوطنية والحاجيات الحقيقية للاقتصاد التونسي وذلك حسب توصيات الايام الوطنية للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي. والعمل على إرساء تقليد جديد يتمثل في تنظيم لقاء سنوي بين الجامعات والمهنيين وهياكل المساندة لبعث المؤسّسات لتبادل الاراء والتجارب والنجاحات حول مرافقة باعثي المؤسسات من خرّيجي التعليم العالي ومساندتهم. وقد تمّ تعميم مراصد الجامعات ومن المنتظر كذلك تعميم مراكز الادماج والافراق. وهي هياكل أصبحت ضرورة ملحّة لاكساب الجامعة حركيّة جديدة مرتبطة عضويا بمحيطها الاقتصادي والاجتماعي وتحقّق أهدافها كمحرّك أساسي للتنمية الاقتصادية. باعتبار ان هذه المراصد ومراكز الادماج والافراق تسمح للجامعات بمدّ جسور التواصل مع مكوّنات محيطها ومجالات الانتاج الصناعي، وذلك بمتابعة مسار الخريجين بعد احتكاكهم بمواقع سوق الشغل ومراجعة مسالك التكوين كلّما اقتضى الامر وتعميق نجاعة البحث العلمي إنتاجا وتثمينا وتسويقا. الى جانب تحقيق إضافة نوعية هامّة بالافراق الجامعي وذلك بغرس ثقافة المؤسّسة لدى الطلبة وإفراز مؤسّسات اقتصادية من طرف الخرّيجين مع الاحاطة بهم ومرافقتهم سواء ضمن مراكز الافراق أو المحاضن.