لقد تعاهدنا على تجاوز أخطاء تنظيم المشروع الوطني العصري في تجاربنا السابقة وقررنا مع بعضنا البعض العمل على خوض تجربة جديدة تفتح أبواب الأمل للشعب والوطن. ومنذ أن أعلنا ذلك ومن خلال الاجتماعات والتظاهرات التي عقدناها، تأكدنا من خلال المشاركة النضالية الواسعة حول المشروع، حجم الرهان وثقل المسؤولية الملقاة على عاتقنا جميعا، مما يحتم علينا استخلاص العبر من التجربة الأولى وتجنب الوقوع في نفس زلاتها والبناء على نجاحاتها. ولن يكون ذلك ممكنا إلا بتوسيع مجال التشاور والحوار والمشاركة على المستويات الوطنية والجهوية دون إقصاء أو احتكار وفي إطار الوضوح والشفافية. بهذا التمشي، سنشرع على بركة الله، في استشارة وطنية وجهوية واسعة يتخللها تنظيم اجتماعات جهوية بالمناضلات والمناضلين ستشمل كل ولايات الجمهورية وجاليتنابالخارج وفق رزنامة محددة سيقع الإعلان عنها وتشكل الفضاء الرسمي الوحيد للحوار المركزي حول المشروع بالجهات. وغير ذلك مبادرات فردية لا تلزم المشروع برمته. وسيقع خلال هذه الاجتماعات الجهوية ، التي سيشرف عليها الأخوات والاخوان من نواب مجلس الشعب، مناقشة مشاريع الوثائق التي أفرزتها اللجان التي تشكلت مؤخرا وأنهت أعمالها لتكون قاعدة للحوار وتبادل الرأي. كما سيقع توسيع الاستشارة إلى أكثر من 100 ألف مواطن ومواطنة، في مرحلة أولى، باعتماد استمارة وضعت للغرض في إطار عملية استطلاع رأي كبرى تتواصل خلال شهر فيفري الجاري. وهو ما سيمهد لوضع وثيقة الميثاق السياسي للتنظيم الجديد وأسس بنائه التنظيمي الديمقراطي قبل إعلان التأسيس الرسمي. ولكي ننجز كافة أعمالنا في مواعيدها فإننا نعول على روح الالتزام والتضامن والتفهم لكل متطلبات المرحلة، منا جميعا، في مرحلة ما زلنا لم نستكمل فيها بعد وضع الضوابط السياسية والتنظيمية التي تجمعنا جميعا. تحيا تونس محسن مرزوق