تحت اشراف المندوبية الجهوية للثقافة بصفاقس تنظم المكتبة الجهوية بالجهة ملتقى القصيرة وأعلامها تحت شعار"علي الدوعاجي أبو القصة القصيرة في تونس" وذلك يومي 18 و19 مارس 2016 بمشاركة مختصين في المجال القصصي وبتشيط الأستاذ عماد البريني ذلك أن القصة أو الأقصوصة أو ما شابه ذلك من الأعمال السردية و ما يكتنف هذا الجنس من غموض في تحديد نسبه و جنسه و ما يكتنفه أيضا من غرابة في عملية إنتاج جمله و أفكاره داخل نسيج العمل الإبداعي فإن كاتبه يبقى وان كان يسعى لتحصيل لذة كامنة كمون النار في الحجر من خلال الابداع و تجاوز المعنى فإن القارئ و الناقد تبقى له اللذة الأولى و النهائية في عملية "الجهاد" و فك الطلاسم لتجاوز النسق النظامي و البنى المعتادة لأن اللفظ القصصي لفظ يهز الناقد هزا من خلال طلاسمه التي يصعب الولوج إليها. و الثابت في القصة القصيرة أن النقاد لم يستقروا على رأي واحد في فهم هذا الجنس القصصي و هذا يحيلنا إلى الاختلافات الواضحة و المتباينة حول الأدب بعامة و حول القصة بخاصة و لكننا سنقر أن القصة القصيرة جنس أدبي قائم على قدم و ساق بين الأجناس الأخرى رغم محاولة البعض استهجانه بحجة ادعاء باطلة مفادها أن هذا الجنس لا يزال في طور التكوين و بالتالي نحن نذهب مذهب القول بأن القصة القصيرة هي ليست موضة أو موجة في الكتابة السردية الجديدة بل هي صيغة جديدة في الكتابة لها أولياتها الجوهرية التي يجب أن تكرس كثوابت تتمثل أساسا في الكتابة اللغوية،مع عمق المعنى و توسع الرؤية كما ذهبت الى ذلك الناقدة المغربية سعاد مسكين وبالتالي فالموجة القصصية بتونس آن لها اليوم أن تستقر بنفسها وتوجد لها أرضية خصبة في التأسيس لثوابت لها من خلال الملتقيات التي تعرف بها . حيث سيقوم بتأمين الجلسة العلمية الأولى الأستاذ محمد كمال جردق والتي سيتم فيها تأثيث مداخلتين علميتين الأولى من تقديم الدكتور أحمد السماوي بعنوان "عندما يتجدد الخطاب الأقصوصي فتحوّل الجامد الى كائن حي" والمداخلة الثانية للأستاذ والاعلامي على البهلول حول " الحركة النقدية والمسكوت عنه" في الأعمال النقدية للدكتور محمد الخبو وبالنسبة لليوم الثاني سيشرف على الجلسة العلمية الثالثة الدكتور خالد الغريبي والتي سيقوم من خلالها الأستاذ والصحفي هشام قبادو بتأمين مداخلة بعنوان "تونسة القصة القصيرة عند على الدوعاجي "تليها بعدها مداخلة الأستاذ سامي الزواري تحت عنوان "معنى التجاوز في القصة القصيرة" كما سيشرف الأستاذ أحمد السماوي على الجلسة العلمية الرابعة والتي سيقوم الأستاذ خالد الغريبي بتقديم تجربة أبو بكر العيادي القصصية الى جانب تقديم مداخلة حول "فن الأقصوصة" من تقديم الأستاذ والباحث جميل الهمامي. فعمومية طرح مفهوم القصة في عصرنا الراهن و على وجه الخصوص من قبل أساتذة أكاديميين هو طرح استشكالي في مجمله لا لهيمنة القصة القصيرة على الأجناس الأخرى و لكن لكون هذا الأثر اتخذ عدة توجهات و استلهم النقاد منه عدة تساؤلات.