“كيف هي أحوالك اليوم وكيف أصبحت” عبارة قد نردّدها عشرات المرات في اليوم لمن هم حولنا وبكل اللغات عامية وفرنسية .. ولكن حين يُلقي بها طبيب مختص لأحد مرضاه في إحدى المصحات الخاصة ويضيف إليها تلك الإبتسامة العريضة .. فإنّ المريض يدفع ثمنها مائة دينار بالتمام والكمال .. وإدفع أيها المواطن الفرحان .. وبصراحة حين أعلنت عن دهشتي من إرتفاع ثمن العيادة لأحد الممرضين العاملين هناك قال لي مندهشا من إستغرابي ولكن تلك هي الطريفة الّتي يعمل بها الجميع.. مائة دينار؟؟ ولكن على ماذا .. ليطمئن على حالة مريض أجرى له عملية بالملايين قبل يوم واحد أو للإطمئنان على حالة أمّ قبض ثمن توليدها ..؟؟ من يسمح لأمثال هؤلاء أن يعيثوا فيها فسادا ونهبا لجيب المواطن دون حسيب او رقيب .. وهل السيد الطبيب أتى من المريخ حتّى يسجّل مثل هذه الفاتورة المنتفخة أم أنّ نظرة إطمئنان لمواطن مصاب تتطلب كلّ هذه الاثمان .. ؟ تُرى متى ستُفتح ملفات الفساد والربح الغير المشروع “بإسم القانون” في مجال الصحة الخاصة الّتي أصبحت تثقل كاهل المواطن بتواطئ حكومي ونقابي متبادل .. ومن سيوقف هذا التيّار الّذي جعل من أغلب العاملين بالقطاع الخاص للصحة مصّاصي دماء .. كلّ همهم جمع المال والمتاجرة بأمراض الأغنياء والفقراء على حدّ السواء.