يعيد المهرجان إلى المشهد الثقافي بالجهة شاكلة الاحتفال بمؤويات الموتى من خلال عرض الإفتتاح في إحياء ذكرى الفنان علي الرياحي وهذه عادة إشتغلت عليها حكومة بن علي في سياستها الثقافية السابقة تقوم على إحياء ذكرى الموتى وقتل المبدع الحي وتجاهله . في حضور جماهيري لم يتجاوز المائة والخمسين فرد رغم عدد الاستدعاءات التي وزعت على المقربين من المندوبية الثقافية وفي تغييب لأغلب المثقفين بالجهة إنطلق فعاليات هذه الدورة التي اعتبرها المندوب الثانية بعد الثورة ليؤرخ تواجده على هرم السلطة الثقافية بالجهة وينفي الدورات السابقة لمهرجان استقبل على خشبته اعرق الفنانين في العالم . عرض موسيقي عدد العازفين والمطربين فيه تجاوز عدد الحضور وفي خلفية الركح مشاهد وصور متحركة لم تستطع تحريك الحاضرين والإقتصار على ترديد أغاني المرحوم علي الرياحي في جو تحكمه الروتينية وغياب النسق الإيقاعي للعرض . عنوان العرض يا فرحة الدنيا بقيادة المايسترو هلال بن عمر . يا حزن الكراسي الفارغة في افتتاح هذا المهرجان الذي كان يؤم الآلاف في افتتاحاته ليصبح فضاء المسرح الصيف وعاء لطيور النورس تحلق فوقه وتنشد بأجنحتها الحرية الثقافية بلا حدود وتغرد في مدارجه اغاني رحيل الثقافة عنه وعن ركحه الكبير الذي سكنه الملح ليصبح ” ارض بور ” لايستوعب الا نغم امواج شواطئ سيدي منصور . للسنة الثانية وفي دورته الثانية بعد الثورة مهرجان بدون جمهور وبرمجة من بدايتها تعاني من الحضور وتبحث عن العبور الى ثقافة النخبة في غياب الجمهور . الجمعة 6 جويلية 2012 بالمسرح البلدي يسجل مهرجان صفاقس الدولي في دورته 34 قطيعة مع الجمهور وعودة الى سنواته الاولى في البرمجة ومحتوى العروض ويسعى الى الاحتفال بالموتى وتغييب الاحياء من مبدعين الجهة حتى تصبوا الثقافة الدرجة القصوى من التواصل مع الاموات وكان من الاجدر ان يكون الافتتاح في مقبرة ” البدراني ” وفي حضور القبور . عرض الافتتاح لم يشهد اي اقتطاع لتذكرة دخول ورغم هذا غاب الحضور ببداية موفقة لمهرجان بدون جمهور