فقدت الساحة الإعلامية يوم امس الأحد 29 ماي 2016 أحد أعلامها وأقلامها الجريئة الزميلة الصحفية النقيبة نجيبة الحمروني التي وافاها الأجل المحتوم بعد صراع مرير مع المرض . تتلمذت الفقيدة على يد أحد رواد الصحافة التونسية محمد قلبي وكانت من أبرز صحفيي دار الصباح لتنتقل منها إلى مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث (كوثر). تحملت مسؤولية رئاسة النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين من سنة 2011 إلى سنة 2014 حيث لعبت دورا بارزا سواء في مسار إصلاح الإعلام أو في قيادة النقابة في فترة انتقالية حساسة خاض خلالها الصحفيون إضرابين عامين غير مسبوقين وطنيا وعربيا من أجل صحافة حرة منحازة إلى قضايا الشعب. يوم 3 ماي 2015 الموافق لليوم العالمي للصحافة توجت الراحلة بجائزة "شخصية العام لحرية التعبير" التي أسندتها لها نقابة الصحفيين التونسيين" . رحلت نجيبة الحمروني اليوم تاركة وراءها بصمة واضحة في مسيرتها الحافلة بالنضال منذ أن كانت عضوا بالمكتب التنفيذي للنقابة الذي تم الانقلاب عليه في عهد الديكتاتورية. كما برزت فقيدة الصحافة التونسية بمواقفها الشجاعة في الدفاع عن المهنة جاعلة من استقلالية الصحفي ومقاومة المال الفاسد في الإعلام قضايا محورية في حياتها، ولم تمنعها وطأة المرض حتى في أحلك فترات أزماتها الصحية المتعاقبة من الإصداح بمواقفها الجريئة والشجاعة تجاه هذه القضايا. وبرحيل نجيبة الحمروني يفقد المجتمع المدني مناضلة كانت على الدوام في الصفوف الأمامية للحركة الديمقراطية مدافعة بلا هوادة وبلا حساب عن قضايا المرأة في إيمان راسخ بألا عدالة في مجتمع لا تتحقق فيه حرية المرأة. رحم الله الفقيدة وأسكنها فسيح جنانه ورزق أهلها وذويها الصبر والسلوان.