كم سرق بن علي وعصابة الأربعين ضارب عشرة أو مائة من أموالنا وخيراتنا وعرق جبيننا وقوت أبنائنا ؟ عشرين , مائة , ألف ألفين , مليون , مليار , بليار زائد خمسين من الأصفار ؟؟؟ ليكنْ الرقم ما يكون , ولنسترجع منه ما نستطيع حتّى ولو كان “مالصّيد وذنو” لا يهم … كم تنوي النهضة من سرقات إضافية “قانونية” بعنوان التعويض على سنوات النضال عملا بالشعار القائل “ناضل اليوم تقبض غدوة” ألف مليار , ألف ونصف مليار أو أكثر لا يهم … لنتضرّع للمولى عزّ وجلّ ألاّ تفرِّخَ عائلة علي بابا الجديدة طرابلسيات ومحجوبات ومحرزيات وشيبوبات وماطريات أخرى ولنردّدَ جميعا : يجعل هاكه حدْ الباسْ وبوزيد مكْسي بوزيد عريان …قدرُنا نحن التونسيون أن نظلّ نعمل “ونْكاطي ونْباطي” من أجل اللّصوص والسرّاق … واللّي بُرْجو بالمرمّة يموت بسْطل بغْلي … المهم في كل هذا ألاّ يتمكّن اللّصوص من سرقة مبادئنا وذواتنا وموروثنا القِيَمي العظيم الذي صنعته حضارات أكثر من ثلاث آلاف سنة ورسّخته مبادئ ديننا الحنيف طوال أحد عشر قرنا وأكثر السّاكن فينا على الدّوام دون روتوش ولا ماكياج ومعدّات زينة من لحيّ طويلة وجلابيب سوداء وبقية مستلزمات بضاعة دينية فاسدة يفترشون الطرقات والأرصفة لبيعها أو يخصّصون لها فضاءات بجوار المساجد تحت اسم بيت المسلم المهمّ بعد هذا ألاّ يتسلّلوا لعقول وأدمغة شبابنا وأجيالنا القادمة ليُعدموا في وعيه وفي لاوعيه قيمة العمل والاجتهاد وإعمال العقل تماما كما فعل المخلوع وألاّ يذهب في ظنّه كما يريدوا أنْ يوهموه بأن العيش والحياة والنضال من أجل الدفع عن مُثُل عليا بضاعة رخيصة في سوق النّخاسة السياسية التي باتوا يرْعونها يُجازى عليها المرء وإنْ كان مع تأجيل التنفيذ ألا لعن الله هذا الرهط من الساسة والسياسيين الذين يجعلون السياسة مناورات دهاليز بدلا من أن تكون -كما هي حقيقتها السامية -حوارات بشر أحرار في وضح النهار يخططون لمستقبلهم وينجزون ما يخططون له كل هذا الذي حدث ويحدث يؤكد قاعدة أوْ حكْمةً قيلت بحق كل الثورات في العالم ولم تَنْجُ منها ثورتنا : الثورات يبدؤها مغامرون وينفّذها شجعان ويكسبها الجبناء وقد علَّمتنا تجارب الماضي أن همَّ القنّاصين هو ضمان مصالحهم حتى ولو كانت على حساب المصالح الوطنية وقديما في تونس قال ناسْ بِكْري : لا يعْجبك نوّار دفلة في الواد عامل ظلايل ولا يعجبك زين طفلة حتّى تشوف الفعايل …