على هامش قمة عدم الانحياز التي تنعقد في طهران في 26 اوت 2012 وتستلم ايران رئاسة القمة لمدة الثلاث سنوات القادمة و حركة عدم الانحيازهي ثاني تجمع عالمي بعد الجمعية العامة للامم المتحدة . و قد كان لنا لقاء مع الناشط السياسي الحبيب بوعجيلة الذي أمدنا بوجهة نظره حول مشاركة تونس في هذه القمة : تنعقد القمة في ظروف حساسة تمر بها المنطقة في وقت تدفع فيها امريكا و بعض دول اروبا الى احتواء التحولات العربية في اتجاه يخدم مصلحة اسرائيل باثارة النزاعات الطائفية في المنطقة و ضرب روح الممانعة و المقاومة عبر توظيف الاندفاع الخليجي من طرف السعودية وقطر الى تحويل ايران الى عدو رئيسي في المنطقة . كما يتميز الظرف بتشكل تحالف دولي تتنازع فيه الهيمنة على المنطقة كل من امريكا و اوربا و اسرائيل من ناحية بتواطؤ خليجي واضح ومن ناحية اخرى يتشكل حلف صيني روسي ايراني ضمني يبدو اكثر ميلا الى قوى المقاومة و رفض منطق الوصاية الامريكي الاسرائيلي . و قد كنت وجهت شخصيا تقريرا الى السيد رئيس الجمهورية الدكتور منصف المرزوقي حول مشاركتي في المؤتمر العالمي لحركة عدم الانحياز و قد طلبت في هذا التقرير بضرورة مشاركة الرئيس في القمة في سياق توسيع تونس لحضورها في التجمعات الاقليمية الشقيقة و الصديقة بعيدا عن سياسة الاصطفاف او ما يفهم منه خضوعا لابتزازات الدول المانحة (الخليج و اروبا وامريكا) و لكن يبدو ان رئيس الدولة لم يعلن مشاركته في القمة وهو امر غير مفهوم خصوصا بعد اعلان الرئيس المصري محمد مرسي مشاركته في القمة وهو اعلام مليء بالرموز بالنسبة لاول رئيس منتخب في مصر بعد الثورة وهو رئيس منحدر من حركة اسلامية سنية من المفروض ان تكون اكثر خضوعا للضغوط السعودية و القطرية و الامريكية و اطالب مرة اخرى بمشاركة تونس في القمة في اعلى مستوى بقطع النظر عن الموقف من القضية السورية خصوصا بعد مشاركة الرئيس في قمة “مكة” الاخير .