سيدي الوزير اذا كنت " ولد زاوية " فانا ولد قطاع التربية العتيد ادرس بمنطقة لا اعتقد انك ستضع عليها يديك و لو في الخريطة مدرسة اعدادية خلف الجبال … و للسنة السادسة على التوالي … عودة مدرسية من دون ماء … عفوا لم اقل ماء صالح للشراب .. فحلم المربين فيها و التلاميذ هو الماء .. و لو كان طالحا … نعم تلميذ في سنة 2016 يشرب من " الزير " و اذا الجو ساخنا فحتى " الزير فارغ" عفوا انت منشغل عن مائنا بالايباد و بالمدرسة الرقمية حلم التلاميذ ايضا … غرفة تغيير الملابس الرياضية … حلم التلاميذ … مطعم مدرسي … " مصارنهم طابت بالخبز بالهريسة " الذي يتناولونه تحت سور الاعدادية حلم التلاميذ … ان تاتي الحافلة كل ايام الاسبوع و ان لا تتعطل او ينشغل سائقها عنهم " بطرح كارطة " سيدي الوزير و انت تحتفي بكتابك الابيض …يري تلامذتنا مستقبلهم اسود هذا النوذج ينطبق على العشرات من الاعداديات الموضوعة في رفوف النسيان انت تعرف ان " المربي ما يخدمش " و " يفصع " و " يهدر في المال العام " و لكنك لا تعرف ان استاذة تخرج من فصلها الساعة الخامسة في الشتاء .. و لا تجد سيارة النقل الريفي … و في يوم عملها لا تجد ماءا لتغسل يدها من الحبر … لا عليك فالحبر و غبار الطريق و الجوع هم شرف المهنة و لذتها … لم و لن يتذوقه اصحاب الكراسي او المناصب البوع و قلال و صحراوي و سيدي رابح … هي ثكنات جنودها يرتدون ميدعات بيض … انت لاتعرفها سيدي الوزير هل تعي ما معنى ان تترك المربية رضيعها في تونس و تنتقل الى تطاوين ؟؟ هل تعي ما معنى ان يركب المربي الطريق مودعا امه الهرمة وزوجته و اطفاله و هو لا يعرف هل سيعود ام يلتحق بزملائنا " شهداء " المهنة هل لديك احصائية عن عدد الزملاء المتوفين و المصابين و هم في طريقهم الى العمل افشلت حركة النقل .. و دم هؤلاء في رقبتك انت وزير " التلاميذ " و " الاولياء " و لكنك لم تكرم التلاميذ و باهانة المربين اهنت الاولياء دهن الاسوار بالاخضر و الاحمر و رسم الازهار عليها لا يخفي طاولاتها المحطمة و مياهها القذرة … في الاخير اقول لك و انت تجلس على كرسيك او تمتطي سيارتك … انا سعيد بالعودة الى تلاميذي … و ان رسالة من تلميذ درسته في الكاف و تخرج من الجامعة كفيلة بنسيان كل المعاناة و ان رسالتي التربوية انبل من رسالتك السياسية … و ان يدي الملطخة بالحبر او الطباشير اطهر من ايادي السياسيين و المذيعين الذين تصافحهم …. قد يتبع …. ناجح الصيد