إن ما تمر به بلادنا تونس من صعوبات جمة خصوصا منها الاقتصادية ، وتأثير ذلك على الوضع الاجتماعي العام ، ومن منطلق إيماننا بأن الظروف الحالية تحتم تكاتف الجهود بين الجميع وفي كل المناطق والجهات لا تستثني أحدا رجالا ونساء وشبابا وشيبا ، وأن داعي الواجب المقدس في حماية الأوطان والعمل على تنميتها وإعزازها يفرض علينا الاستجابة الى ذلك ، وعملا بقوله صلى الله عليه وسلم " المؤمنون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى " : فإننا نهيب بأبناء شعبنا العزيز أينما كانوا في مواقعهم الإدارية أو في المصانع والمتاجر أو في الحقول أو في المدارس والمعاهد والكليات ، أن يصرفوا جهودهم كاملة الى الإقبال على العمل وعلى الدراسة وأن يجتهدوا في تحسين مردودهم وتطوير مجهودهم ، ولا مناص الى ذلك إلا بترك الاحتجاجات العشوائية والاعتصامات المعطلة للعمل والإنتاج وسد الطرق والإضرار بالملك العام قال تعالى " وإذا تولّى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد " . إن تونس اليوم في مفترق طرق فإما أن نخلص الجهد لإنقاذها كلٌّ على قدر مسؤوليته ، أو لا قدّر الله كنا كمن قال فيهم المولى عز وجل " يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين " صدق الله العظيم . حمى الله بلدنا من كل سوء . والسلام