لله ما أعجب أمر مجموعة من النخبة التونسية . . . لله كم هو غريب حال رهط من المتحزبين و المسيسين و الإعلاميين في تونس كيف أنهم متيمون كلفون بالحديث و التحدث و إطلاق العنان لألسنتهم للخطب الرنانة و الطنانة تزداد شهيتهم في ذلك كلما أطالوا في الثرثرة لا يلوون على شيء غير ذلك همهم صورهم أمام الكمرات و بروزهم على الشاشات لا يهمهم مع من يتحدثون في أي موضوع هابط كله لغو يتناقشون فالأمر عندهم سيان . أقول هذا بعد أن إستمعت إليهم و هم حول مائدة مستديرة في برنامج تلفزي في إحدى القنوات التونسية يشرف على توزيع الكلمة بينهم منشط ادعى في يوم من الأيام أن لديه أسرارا خطيرة تهم أمن البلاد و إستقرارها السياسي و الإجتماعي و أنه يعلم علم اليقين من كان وراء إغتيال الشهيدين شكري بالعيد و الحاج محمد البراهمي و قد لعب بعواطف و مشاعر عديد من الأسر . . . و بعدها قيل لنا أنه لم يكن في حالة طبيعية و مداركه العقلية آنذاك لم تكن سوية و هو يذكرنا بالأعرابي الذي قال لأحد الخلفاء بعد أن أوسعه سبا و شتما إني في كل يوم و في مثل هذه الساعة أصاب بنوبة من الجنون . رحم الله أبا العلاء المعري القائل : خسست يا أمنا الدنيا فأف لنا بنو الخسيسة أبواش أخساء