مرة سنة على توديعنا شيخ الصحافيين و صاحب القلم الجريء الذي مخر في أعماق بحر السياسية و الحريات ليقدم إلى قرائه تحاليل شافية و كافية تركت مكانها واسعا بعد أن غيبه الموت إنه المناضل اليساري و الرمز من رموز " تجمع الدراسات " و العمل الإشتراكي التونسي المعروف بحركة آفاق Perspectives " برسبكتيف " الهاشمي الطرودي ، لقد عرفت الرجل من خلال مقالاته و كتابه " مأساة بغداد " كما تعرفت عليه عن قرب حين كنت أهتف إلى جريدة المغرب من حين لآخر ، كان شهما ، دمث الأخلاق يبعث في الصحفيين المهوسين بحب الكتابة الحماسة و الشجاعة على المضي قدما . كتابه الأخير تحت عنوان " أضواء على اليسار التونسي حركة آفاق نموذجا " و قد صدر عن دار محمد علي للنشر سنة 2014 جاء في 161 صفحة قدم فيها المرحوم الطرودي دراسة تحليلة نادرة قام فيها بتحليل إتسم بالنقد الذاتي و قد جاءت في تقديمه للكتاب سطور ثرية و مؤمنة بأن ملحمة الدفاع عن الحرية و العدالة الإجتماعية لابد أن تتواصل مهما كانت العراقيل حيث يقول : أمل هذا الجيل و هو في خريف العمل أن لا تتلاشى من ربوع تونس تلك الروح و تلك العزيمة ، و ذلك الإصرار على التضحية من أجل الحرية و الحق و العدل . لأن في ذلك و بذلك فقط يمكن أن يتواصل حلم الإنسان بغد أفضل و لأن غياب ذلك لا يعني شيئا سوى الإنسياق في طريق من راهنوا على إغتيال المعنى .