دفعت السلطات التونسية بتعزيزات أمنية إستثنائية بالقرب من محيط السفارة الأمريكية بمنطقة البحيرة شمال تونس العاصمة تحسباً لمظاهرات متوقعة بعد صلاة الجمعة 14\9\2012إحتجاجاً على الفيلم المسيء للإسلام الذي عُرض في قاعات السينما الأمريكية بمناسبة الذكرى 12 لأحداث 11 سبتمبر. وأفادت “يونايتد برس انترناشونال” إنتشار العشرات من السيارات الأمنية التابعة لقوات الأمن والتدخل، والحرس الوطني (الدرك)، إلى جانب عدد من السيارات العسكرية من نوع “هامر” بمحيط السفارة. كما نصبت السلطات الأمنية التونسية عدة حواجز على الطريق المحاذي للسفارة الأمريكية، فيما توزع العشرات من رجال الأمن في محيط المنطقة وهم في حالة إستعداد. وانتشرت على صفحات مواقع التواصل الإجتماعي دعوات إلى التظاهر السلمي أمام مقر السفارة الأمريكية بعد ظهر اليوم إحتجاجا على الفيلم وسط إرتفاع وتيرة الغضب لدى مختلف الأوساط السياسية، وصولا إلى أعضاء المجلس الوطني التأسيسي الذين طالبوا سلطات بلادهم بإستدعاء السفير الأمريكي لدى تونس لإبلاغه رفض تونس وإحتجاجها الشديد على الإعتداء على الإسلام ونبيّه. وتخشى السلطات التونسية من اضطرابات أمنية، علما وأن العشرات من التونسيين تظاهروا يوم الأربعاء الماضي أمام مقر السفارة الأمريكية،رافعين شعارات منددة بأمريكا منها “الموت لأمريكا”، ولافتات كُتب عليها” أوباما كلنا أسامة بن لادن”، كما رفعوا الرايات السوداء التي عادة ما يرفعها أنصار تنظيم القاعدة، وأحرقوا علم الولاياتالمتحدة. وحاول المتظاهرون في حينه إقتحام السفارة الأمريكية ما دفع قوات الأمن المدعومة بوحدات من الجيش والحرس الوطني (الدرك)، إلى إستخدام الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع لتفريقهم. وكانت الرئاسة التونسية استنكرت بشدة الفيلم المسيء للإسلام وعتبرت أنه “يسيء إساءة بالغة لمشاعر المسلمين في كل أنحاء الأرض”. وشددت على أن حرية التعبير الفني “لا يجب أن تُستخدم مطية للإعتداء على مقدسات الشعوب، وأن مثل هذه الأعمال التي تسمى فنية إنما هي في الحقيقة بث للفتنة بين معتنقي الديانات المختلفة بصورة تتناقض مع طبيعة العلاقات التي يجب أن تسود بين الثقافات”.