قدر مكتب الدراسات المعين للغرض أن المكتبة الافتراضية التي ستحل محل الكنيسة ستتكلف ب 18 مليار مليم، بما يحتم مناقشة هذه التقديرات مناقشة اقتصادية من ناحية التكلفة و الجدوي. طيلة خمس سنوات العمر الافتراضي لكل أجهزة رقمية من المفترض أن تحتويها هذه المكتبة، و قد أكون بالغت في التفاؤل بالنسبة لطول عمرها أتساءل هل قدر مكتب الدراسات العدد الافتراضي لزوار المكتبة الرقمية التي ستتكلف على المجموعة الوطنية ب 18 مليار مليم. على فرض أنهم 18 مليون زائر طيلة خمس سنوات أي ما يقابل 3،6 مليون زائر سنويا بما يناهز 10000 يوميا، أي 1000 شخص كل ساعة ثم يغادرون ليدخل 1000 آخرين كأن المكان تحول إلى علبة سردين تملأ ثم تغلق ثم تفتح كل ساعة إذا احتسبنا أنها تشتغل 10 ساعات يوميا، أرقام خيالية ذات صبغة فلكية في مشهد سريالي هجين لا يصدقه أي صاحب ذرة من العقل، هذا لنصل إلى رقم دينار وحيد تكون أنفقته الدولة على كل شخص دخل المكتبة. و لكن إذ لم تجد المكتبة قبولا تكون تكلفة الدخول في حدود 10 دنانير للشخص الواحد إذا زارها 1000 شخص يوميا و هو رقم مبالغ فيه، أما إذا كان العدد في حدود 200 شخص يوميا و هذا أقصى ما يمكن التكهن به يكون ما أنفقه المال العام أي مالي و مالك 50 دينارا لكل زائر كريم. إذا سمع أحدكم بعبث مالي أعلى من هذا في أي دولة مهما كان غناها فليذكره. مع العلم أني لم أحتسب تكاليف أجور العاملين بهذه المكتبة طيلة خمس سنوات و لا تكاليف تسييرها. مكتبة رقمية موجهة للشباب الذي لن يدخلها، لأن كل هاتف ذكي بين يديه هو في حد ذاته مكتبة رقمية حميمية و محمولة و متوفرة لدية طيلة ساعة 24. كل المال الذي سينفق على هذه الخرافة التقنية سيكون دينا في رقبة من اتخذ قرار إهداره، و عليه تحمل مسؤولية قراره. المطلوب توجيهه لما ينفع المدينة و يبقي أطول مدة ممكنة : إتمام صيانة السور من الداخل و الخارج و تهيئة المسلك السياحي بالمدينة العتيقة، علاوة على دعم الكتب التي ستصدر عن المدينة دعما مجزيا سواء الكتب المائة التي ستصدر تحت إشراف هيئة تنظيم الاحتفالية أو الكتب التي ستصدر خارج هذا السياق.
