لا شيء أوضح دلالة وأصدق بيانًا على نبل الثورة التونسيّة من السقوط الأخلاقيّ- الإعلاميّ المدوّي لأعدائها. ولأنَّ حفرة القذارة النّوفمبريّة غائرة فإنّ هذا السّقوط قد يأخذ بعض الوقت. لا تيأسوا فإنّ القاع قريب. فقط حافظوا على علوّ همّتكم الثّوريّة وسموّ أنفتكم الوطنيّة وسيردم التّاريخ هذه الحفرة على رؤوس السّاقطين أجمعين بعد أن يتنادوا لحتفهم. فالتّاريخ لا يقبل الحسم بالتّفصيل وإنّما حكمه كليٌّ: فالّذي يحرّك التّاريخ هي مطلقات سامية تجرّ خصومها إلى الحتف بالجملة.