تحصلت منظمة أنا يقظ على نسخ تقارير مراقب الحسابات لشركة Nessma Broadcast SARL لسنوات 2011 و2012 و2013 والمتعلقة بالقوائم المالية للشركة. وتثبت هذه التقارير التي ننشرها بصفة حصرية الوضعية المالية المسترابة لشركة نسمة وعمليات التحيل التي تمارسها على البنوك التونسية وإدارة الجباية وصندوق الضمان الإجتماعي في ظل الديون المتراكمة والتي وصلت في بعض الأحيان إلى أكثر من 36 مليار من المليمات في حين أن رأس مال الشركة لا يتجاوز 2.5 مليار. المفاجئ في هذه التقارير أن أغلب الديون هي تجاه شركات على ملك نبيل القروي وأخيه غازي سواء في تونس أو في الخارج وهو ما يطرح فرضية أن شركة نسمة تقوم بتهريب مرابيحها إلى الخارج. والملفت للنظر أيضاً أن نبيل القروي، وكيل الشركة، يتقاضى راتباً سنويا يصل إلى أكثر من 360 ألف دينار على الرغم من الوضعية الخانقة للشركة وذلك حسب ما أثبتته الوثائق. وهنا، تأتي هذه التقارير لتكذب ادعاءات مسؤولي قناة نسمة القائلة بأن وضعية الشركة "سليمة". لكن الخطير في الأمر أن مراقب الحسابات لم يقم بإعلام النيابة العمومية، حسب ما يقتضيه القانون التونسي في حال تجاوزت ديون الشركة رأس مالها ولم تقم الأخيرة بتلافي الوضعية، من أجل تسوية الشركة ثم تصفيتها. كما تطرح هذه التقارير عدة تساؤلات حول مصير المرابيح التي تحققها. في الأخير، تضع منظمة أنا يقظ هذه التقارير على ذمة السلطات القضائية والإدارية لإتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل وضع حد لعمليات التهرب الضريبي والتي تكلف الدولة خسائراً مادية هي في أمس الحاجة إليها. كما تطالب منظمة أنا يقظ الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي بإتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل خلاص الديون المتخلدة بذمة القناة ضماناً لحق العاملين فيها من تقنيين وصحفيين.