تبعا لاجتماع مجلس الإنابات الوطني لاتحاد الأساتذة الجامعيين الباحثين التونسيين "إجابة" الذي انعقد أيام 04 و05 مارس 2017، ونظراً للمعطيات العديدة التي يشهدها واقع الجامعة التونسية وعلى رأسها: غياب إصلاحات عميقة تنتهج منحاً علمياً وتستند إلى دراسات خبراء وتستأنس بالطيف الواسع من الجامعيين وكل الأطراف المتداخلة في الجامعة التونسية والحقل التربوي؛ سياسات الحكومات المتواصلة لضرب الجامعة العمومية بتقليص متواصل وخطير لميزانية وزارة التعليم العالي وغلق الأبواب أمام الباحثين الشبان والمتحصلين على شهادة الدكتوراە والإهمال التام للبحث العلمي والمحافظة على طريقة حوكمة لا تخدم سوى المحسوبية والزبونية على حساب النزعة العلمية المرجوة؛ تجاهل الوزارة لمطالب الجامعيين والتي رفعتها نقابتنا وعلى رأسها تطبيق القانون الذي بنيت على أساسه الدولة الحديثة وهو احترام سلم التأجير، تحسين ظروف البحث العلمي والتحفيز عليه، احترام المجهود المبذول من الجامعيين وعدم سرقة عرقهم وعدم غلق الأبواب أمام الباحثين الشبان وفتح المناظرات في ظل تواجد عشرات المؤسسات الجامعية دون جامعيين وصعوبة الحصول على مؤطرين وفي ظل هجرة الجامعيين بالآلاف وعزوف حاملي الشهادات العليا المتواجدين بخارج الوطن عن الرجوع إلى الجامعة التونسية بسبب ظروف العمل الرديئة جداً بها؛ موقف الوزارة المهين إزاء الجامعيين والمغالط للرأي العام في شخص السيد وزير التعليم العالي الذي صرح أنه توجب على الجامعيين أن يحمدوا الله لتقاضيهم لرواتبهم وصرح أيضا أن طريقة احتساب مشاريع التأطير وختم الدروس بالطريقة القديمة فيها تحيل وغش وقال بصريح العبارة "أستر ما ستر ربي" في إشارة منه إلى تستره على هذه التجاوزات وهنا نودُّ أن نذكره إن كان نسي أنه كان جامعيا بالأمس القريب وأن الجامعيين لا يدرسون هذه الساعات الإضافية حبا فيها وإنما حرصا علي الجودة في الجامعة العمومية في ظل سياسة المناولة في التدريس التي تنتهجها الوزارة وعدم فتح خطط انتداب في ظل الشغور الفادح في إطار التدريس كما أن فتات تأجير هذه الساعات لم يتقاضاه الجامعيون منذ سنوات؛ ونظراً لأن محاولة المساس بالجامعة العمومية ومكتسباتها تمثل خطاً أحمر لنقابتنا لا يمكن تجاوزه وإيمانا منا بأننا نخوض معركة يمليها حب الوطن وواجب الدفاع عن مؤسسات الدولة الحديثة لن نتراجع عنها بل سنصعد في نضالاتنا دون هوادة، فإننا وبعد التشاور والتحاور ندعو كل الجامعيات والجامعيين والباحثين الشبان والدكاترة المعطلين عن العمل والمتعاقدين بمختلف المؤسسات الجامعية إلى: تنفيذ وقفة احتجاجية حاشدة يوم الثلاثاء 14 مارس 20177 على الساعة الحادية عشر صباحا أمام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي احتجاجًا على سياسة الوزارة وتصريحات الوزير الغير مسؤولة والمهينة لأصحاب الكفاءات العليا من جامعيين وحاملين لشهادة الدكتوراە؛ القيام بإضراب وطني عام حضوري لمدة يومين أيام الإثنين والثلاثاء 10 و11 أفريل 20177 بكل المؤسسات الجامعية التونسية بكامل تراب الوطن؛ هذا ونجدد دعوتنا للوزارة لفتح باب الحوار والإستماع لمطالب الجامعيين وجبر الضرر الحاصل لهم منذ سنوات عديدة كما نؤكد أن نضالات الجامعيين سوف تأخذ نسقاً تصاعدياً متواصلاً في حالة مواصلة تجاهل الحكومة التونسية ووزارة التعليم العالي للجامعيين وعدم القيام بالإجراءات اللازمة لحفظ الجامعة العمومية. الجامعة العمومية مكسب وطني لا تراجع عنه