لم تكن حملة الاطاحة بالحبيب الصيد رغم ضعفه وأخطائه الهدف منها انقاذ البلاد و تعويضه بمن هو أكثر كفاءة منه فكل من يعرف عن قرب السيد يوسف الشاهد كان يعلم جيدا ان هذا الشخص لم تكن له اية حرفية ومعرفة بشؤون الدولة تبوئه مكانة ارقى من سابقه وتؤهله للنجاح اين فشل الصيد ( عدى طبعا كونه شاب و انيق و قريب من العائلة الحاكمة). في الحقيقة يوسف الشاهد جيئ به لعدة اسباب أهمها انقاذ الباجي و الغنوشي و تحالفهما الغريب، فكلا الشيخين كان على يقين أن البلاد تغرق يوما بعد يوم و الوضع يزيد تعكرا و لا مجال لانقاذ تونس ولو جلبا لها رجلا خارقا (superman) و سبب كل هذا هو ما يسمى بسياسة التوافق التي فرضها نظام سياسي وانتخابي هجين ولقيط لا نسب له في أعتى وأقدم النظم السياسية في العالم. إذا فتغيير الصيد بالشاهد كان لإنقاذ الشيخين لا لإنقاذ تونس لأن تغيير الحكومة الهدف منه هو بث شحنة جديدة من الأمل للشعب التونسي في الخروج من المأزق بواسطة حكومة جديدة يتولى رئيسها اعطاء الشعب خطابا يبشر بالخير وبمستقبل أفضل ويبث فيه نفسا جديدا يبعث على التفاؤل مثل " يلزمنا ناقفوا لتونس " و" سنحارب الفساد ونقضي على الارهاب " و " سنحقق نسبة نمو مرتفعة " هذا بالاضافة الى تلجيم اصوات المعارضة واسكاتها عن قول الحقيقة عن طريق تشريكها و توريطها في حكومة فاشلة منذ ولادتها. لكن هته الشحنة التي ربح منها الشيخين هدنة مع الشعب الغاضب امتدت على مدى قرابة سنة هي في الحقيقة شحنة نفسية لا غير ولا علاقة لها بالواقع أصلا فالامر يزداد سوء يوما بعد يوم و الشعب بدأ يفقد ثقته في حكومة الشاهد. وعليه أصبح لزاما اليوم على الشيخين كسب هدنة زمنية جديدة مع الشعب لمدة ثانية بإتباع نفس الأسلوب في المراوغة و تخدير الشعب بأحلام اليقضة و الأوهام الزائفة وذلك عن طريق تغيير يوسف الشاهد وحكومته بحكومة ثانية و رئيس ثاني يحملان خطابا مغايرا في الاسلوب لكن النتيجة ستبقى هي نفسها. فمتى تتم تنحية الشاهد؟