منذ الثورة المجيدة و التونسي يعاني من هزّات و ضربات متتالية آلمته و انتزعت منه العيش البهيج و الهنيء ! تبعثرت حياته و ضاع توازنه.. حتى وعود المسؤولين و إيهامه بالانفراج القريب لم تنقذه من دوّامة الأسعار المرتفعة labyrinthe و غير العابئة بقدرته الشرائية المهترئة !! حقيقة تمس أغلب التونسيين !! الشعب التونسي أصبح يتنقّل كالتائه بين الأسواق الشعبية هروبا من الحوانيت أو المغازات ظنّا منه أنها سترأف لحاله الضعيف ! و حتى استبشاره بوفرة صابات المنتوجات المحلية كزيت الزيتون و الدّقلة و التّفّاح و القارص و البصل و الثوم لم ينفعه فقد خذلته جميع هذه المنتوجات ! و صدمته أسعارها المتعالية عليه و غير العابئة بضعفه و لهفته على اقتنائها ! أيتها البطاطا لِم أراك تزيدين في سعرك و تطفئين لذّتك المعتادة ؟ ألست راضية ب1400 مي ؟ و الطماطم.. و الفلفل.. و الفقّوس ؟ آه يا سي القرع الأحمر ! أراك من الخضر الشعبية فلماذا هذا التعالي ؟ لقد أصبح سعر البنان المستورد و الفراز الدّلّول أيسر منك ! أمّا أنت يا سي الثوم فماذا تظنّ نفسك ؟ و اللّحم.. و الدّجاج.. و السّمك.. و الدّواء.. و الحليب.. و الكراء ؟ من أين يأتي المواطن المغلوب على أمره بالأدوات المدرسيّة و البنزين و اللّعَب و الأدباش ؟ آه ! و الأداءات المتساقطة عليه في هذه الفترة كالvignette و الخرّوبة ؟ بأيّ ترفيه تحلمون ؟ فلا 10 و لا 20 و لا حتى 30 د في اليوم استطاعت أحكم و أشطر ربّات البيوت تقسيمها لتحقيق الطلبات العائلية اليومية !! أصبح التونسي تائها "مفلسا" و مغمى عليه في دوّامة المستلزمات الأساسية و الحياتية !!