كنت أتابع قناة الوطنية الثانية وهي تنقل مباراة كرة قدم في أحد المقاهي.. وإثر انتهاء المباراة تم تمرير ومضة تحسيسية حول هيئة الحقيقة والكرامة.. أخذت أتابع الومضة..كانت الضوضاء من حولي كبيرة لذلك كان من الصعب الإصغاء لما جاء فيها.. لكنني رحت أتابع الومضة رغم ذلك.. الموضة كانت في شكل شريط مصور قصير.. ما استرعى انتباهي وجعلني أكتب هذه الأسطر هو تمرير صورة لم أفهم بالضبط محلها من الإعراب في تلك الومضة ..كانت الصورة متعلقة بحقيبة طبية.. لكن الشعار الموضوع عليها كان يرمز لمنظمة "الصليب الأحمر الدولي".. حقيبة طبية عليها شعار الصليب الأحمر الدولي؟؟؟ استغربت من الأمر.. صحيح أن منظمة الصليب الأحمر الدولي هي منظمة ذات بعد إنساني تقدم خدمات جليلة في شتى أنحاء العالم لمن هم في حاجة إلى خدماتها… وأنا من هذه الناحية أكن لها كل احترام.. ولا زلت أذكر تدخلاتها الطيبة والمثمرة في العديد من مناطق النزاعات بالعالم العربي وخاصة بلبنان وفلسطين.. ولكن ألم يكن من الأجدر أن يحل شعار " الهلال الأحمر الدولي" الذي لا يقل هو أيضا إنسانية وشأنا عن الصليب الأحمر خاصة وأننا في بلد عضو في الهلال الأحمر الدولي؟ أليس هناك رسائل خفية وراء وضع شعار الصليب الأحمر عوضا عن الهلال الأحمر خلال تلك الومضة التحسيسية ؟ فمهما كانت نية الساهرين على تلك المنظمة الدولية طيبة فإن ذلك لا يخفي أن منظمة الصليب الأحمر هي وجه من أوجه الدعاية للمسيحية وللتبشير بها.. هل أن الأمر مجرد عدم انتباه أم أن الأمر مقصود؟ ثم كيف لم يتفطن أحد إلى ذلك ولم يتم التنبيه إليه لا خلال الومضة الأولى ولا خلال الومضة الثانية؟ ثم أين منظمة الهلال الأحمر التونسي التي هي فرع من الهلا الأحمر الدولي من ذلك ؟ ألم يثر مثل هذا التجاهل لها والترويج لغيرها حفيظتها؟ ألم تر فيه كما رأينا نحن استخفافا بمنظمتنا العتيدة؟ ليتنا نجد من يوضح لنا الأمر في هذا البلد الذي لم نعد ندري كيف تسير الأمور فيه ولا من يسيرها؟