المدينة العتيقة بصفاقس مهد الصفاقسية و مكان مولد الآباء والأجداد رمز أصالتهم و تاريخهم العظيم … هجرها سكانها منذ عقود و تركوا منازلهم التي ترعرعوا فيها ليرتع فيها صنايعية الأحذية و الصناعات الأخرى ليطمسوا معالمها التاريخية الضاربة في الاصالة و تصبح المنازل التي ولدنا فيها و تعلّمنا في مدارسها عبارة عن مخازن للجلود و بقية السلع الأخرى ولعل ما زاد الطين بلّة هو إحتلال ” البانديّة” و متعاطي الخمور والزطلة لبعض منازلها على وجه الكراء و اصبحت مرتعا لذوي السوابق العدلية و المجرمين الذين ينامون نهارا و يخرجون ليلا ليبثّوا الرعب و الخوف في نفس كل من شاءت الأقدار أن يكون داخل أسوار المدينة العربي و الويل ثم الويل خاصّة للنساء فداخل هذه الأسوار تكمن الجريمة المنظمة و تتم صفقات المخدّرات و السهرات الماجنة و لا يمكن لنا نحن الصفاقسية أن نلوم إلا أنفسنا لأننا فرّطنا في تاريخنا و مجدنا و قام أغلب الصفاقسية المالكين لعقارات داخل المدينة ببيعها أو كراءها ورغم الصّورة القاتمة و الخوف و الرعب داخل هذه الأسوار فالحلّ يكمن في إسترجاع الصفاقسية لأملاكهم و العمل على ترميمها و لما لا تهيئتها حتي تبقى شاهدا على تاريخ أجدادنا و مجدهم و إعادة الرّوح إلى تراثنا الشعبي و الديني .