اشتهرت صفاقس منذ قديم الزّمان بإنتاج الزّيتون و اللّوز و الخوخ. و في السنوات الماضية، شهد إنتاج الزّيتون تراجعا نسبيا و لكنه بقي إنتاجا محترما أمّا إنتاج اللوز فقد تراجع بشكل ملحوظ و محيّر. فحيث ما كنا نمرّ بطرقات المهديّة أو الأفران أو قرمدة أو غيرها كنا نرى أشجار اللوز الخضراء وافرة الثمار. أمّا الآن فنرى أشجارا ذابلة الأوراق أو يابسة أو لا نرى شيئا ! و كنا نشهد موسم جني اللوز و تقشيره مثلما كنا نشهد موسم جني الزيتون في العائلات المالكة للأراضي و حتى من لا يملك أرضا كان يشاهد ذلك عند جيرانه أو عند مروره بالطرقات. فماهو سبب هذا التراجع ؟ طبعا هناك الزحف العمراني فقد أصبحنا لا نرى الحقول الشاسعة و "البور" إلا بعد 15 كم من وسط المدينة تقريبا. و هناك موت الأجداد و اقتسام الأراضي بين الأبناء و ربما يبنون فوقها مساكن أو ينجزون فيها مشاريع مختلفة. و هناك أحيانا بعض الحشرات أو الأوبئة التي تفتك بالأشجار. و بعضهم يقول إنّ التلوث البيئي ساهم أيضا في هذا التراجع. و لكن هناك أيضا عزوف عن خدمة الأراضي لأسباب مختلفة منها قلة العاملين أو شروطهم المجحفة أو بسبب انشغالات أو تكاسل عن العناية بالممتلكات. و ربّما لأن العائدات و الأرباح ليست في قيمة المصاريف ناهيك عن السرقات و هذا داء لم يجد له أصحاب الحقول دواء ! الظروف صعبة هذا صحيح… و لكن نداء إلى كل من يملك قطعة أرض و لو صغيرة، اعتنوا أكثر بالأراضي فهي كنز و فيها مستقبلنا و مستقبل الأجيال القادمة و اغرسوا أشجارا جديدة من اللوز ! لم لا نقوم بحملة في السنة القادمة لتشجير اللوز ؟ صفاقس مدينة اللوز…كانت و يجب أن تبقى كذلك و هذا قدرها ! صفاقس بلد "الحلو العربي" بامتياز و على رأسه "الملبّس"…صفاقس بلد مشروب اللوز "الرّوزاطة"… لن نرضى أن تتبدّل هذه القاعدة و علينا بالعمل و الحركة من أجل ذلك ثمّ الله يرزقنا البركة بعد ذلك.