لاحديث بين سكّان أرياف ولاية صفاقس في هذه الفترة إلاّ عن مصير صابة الزيتون التي تعدّ مورد الرزق الأوحد لآلاف العائلات الريفيّة وهي بالإضافة إلى ذلك ثروة وطنيّة كبرى بالنظر إلى وجود غابات الزياتين الشاسعة بالأراضي الدوليّة كالشعّال والسلامة وبوزويتة. والمؤسف أنّ هذه الضيعات نخرها الفساد منذ عقود وتعرّضت في السنوات الأخيرة وبنسق تصاعدي إلى عمليات نهب وسرقة طالت كلّ شيء فمحصول الزيتون بيع والزيت سرّب وحتّى الأشجار تمّ اقتلاعها من جذورها. وقد سجّلت في الفترة الأخيرة أعمال سرقة لأشجار الزياتين سبقت حتّى انطلاق موسم جني الزيتون سواء في ضيعة بوزويتة أو في ضيعة السلامة بمنزل شاكر وغير بعيد عن مركز المعتمديّة تمّت سرقة أعداد كبيرة من أشجار الزيتون بجهة سيدي اليتيم وهي على ملك بعض الفلاحين من صفاقس وتمّ الإبلاغ عن الحادثة لدى السلط الأمنيّة. أمّا في معتمديّة العامرة وتحديدا بالمقاسم الفنّية بمنطقة بودربالة وفي فترة ما قبل العيد فقد تضرّر عدد من المهندسين الفلاحيين الذين يملكون حوالي 14 ألف شجرة زيتون حين وجدوا أنفسهم عاجزين عن الإقتراب من ضيعاتهم بسبب تعرضهم لشتّى أنواع التهديدات فيما أرزاقهم المذكورة تنهب وتسرق والسلط الجهويّة والأمنيّة على علم بالموضوع . ويتحدّث كبار الفلاّحين في صفاقس وسكّان الأرياف عن صابة الزياتين وعن الأمور الأمنيّة بخوف كبير لا فقط من السرقة بل ربّما ممّا هو أخطر رغم تطمينات المندوب الجهوي للفلاحة بصفاقس الذي صرّح للتلفزة الوطنيّة قبل انطلاق الموسم أنّ صابة الزيتون هذه السنة تتوفّر لها الظروف الأمنية المناسبة. وفي نفس السياق يتداول سكّان أرياف منزل شاكر أخبارا تفيد بتكوين عصابات بدأت تعدّ العدّة لتوفير الزاد البشري ووسائل النقل لتقاسم أشجار الزيتون محمّلة بزياتينها في هذه الضيعة أو تلك من ضيعات الأراضي الدوليّة، ويتندّر الأهالي هناك في نوع من المرارة بمركزالحرس بمنزل شاكرالذي لا يملك حتّى وسيلة نقل ! ولئن سارع كبارالفلاّحين بصفاقس إلى بيع صابة الزيتون على رؤوس أشجارها فيما يعرف بالخضارة حفاظا على أرزاقهم وكذلك فعل بعض المسؤولين عن الأراضي الدوليّة لتلافي المشكل الأمني عند جني الصابة فإنّ الإشكال يبقى مطروحا بالنسبة لأغلب الضيعات الدوليّة والخاصّة في ظلّ تنامي ظاهرة السرقة والنهب لمحصول الزيتون.