إن كانت لندن تسمّى مدينة الضباب فإن صفاقس يصح ان نطلق عليها مدينة الذباب بدون منازع …. فهذا الذباب الوافد علينا من المجهول أقضّ مضاجع متساكني المدينة و الاحواز و قد كنّا سابقا نبّهنا لخطورة هذه الحشرة على صحّة المواطنين لما يمكن ان تنقله من أمراض معدية خاصّة في الظروف الطبيعية الحالية و التي هي غير طبيعية …. و غير الطبيعي بحق هو صمت مصلحة التبخير ببلدية صفاقس على هذه الكارثة التي تدق أبوابنا فلم نرى و لم نسمع عن أي تحرّك من هذه المصلحة النّائمة نوم أصحاب الكهف … فالتدخّلات تكاد تكون منعدمة و الذباب في تزايد كبير و الخوف كل الخوف من تداعياته … مصلحة التبخير من واجبها التحرّك السريع خاصة وأنّ هذه المصلحة لديها شاحنات يبدو أنها تخصصت في نقل الأطفال إلى المدارس والتجوال بين الطرقات و لا حاجة لنا بتذكيرنا بقلّة الإمكانيات و لا بإنعدام المواد المقاومة للذباب و الحشرات فذلك يدخل في باب عملكم و حرصكم و إتقانكم لواجبكم … صفاقس ستصبح بل أصبحت عاصمة الذباب بإمتياز فهل تشحذ عزائمكم هذه التسمية ؟