لا يشك عاقلان في التاثير البالغ لوسائل الاعلام و الاتصال بمختلف اشكالها في نفوس الشباب و الاطفال و التقليد الاعمى الذي يسيطر عليهم سيطرة مطلقة فالشبكة العنكبوتية بايجابياتها و لاتخفي سلبيات تكتسح عقول المراهقين و لا سيما من خلال المواقع الاباحية و المواقع التي تحرض على العنف و الكراهية و الافلام السينمائية التي توازي ادمان البعض على الدخان و المخدرات و الشيشة فثقافة العنف المادي و المعنوي انتشرت انتشار النار في الهشيم عبر مختلف وسائل الاتصال كما هو الشان بالجنس هذا الاستعمار الثقافي القادم من وراء البحار اغرق الشباب في بحر من الادمان اللامتناهي و بعض المسلسلات تبث في مواضيع لا تمت للدين الاسلامي الحنيف بصلة و لا صله لها البتة بقيم الوسطية و الاعتدال فاصبح المشاهد يعيش الغربة الثقافية في بلده غصبا عنه و الذي يزيد الطين بلة هو استعمار المنتوجات المتنوعة للفضاءات التجارية و استحوذت بنصيب الاسد على السوق التونسية على حساب المنتوج التونسي فالحريف عن تجوله في الفضاءت التجارية يلفت انتباهه وفرة المنتوجات الاجنبية التي يحتاجها المواطن العادي في حياته اليومية و باسعار لا تقبل المنافسة للمنتوج المحلي و على حساب الانتاج المحلي فعظم المعروضات مستوردة حتى ان المواطن العادي يستغرب حقا وجود بعض المنتوجات التي لا تخطر على باله اطلاقا ان تكون مستوردة لطبيعتها و توفرها بالسوق المحلية في وقت ينادي الالاف بخلق مواطن الشغل و معالجة مشكل البطالة و مقاومة الفساد و التصدي بحزم للتهريب و ضرورة ايقاف نزيف العملة الصعبة حتى لا يزيدا عجز الميزان التجاري تفاقما على تفاقمه ؟ اليس من الاجدر دفع الاستثمار التونسي ؟ اليس من الافضل خلق مواطن الشغل ؟ اليس من الاحسن التشجيع على استهلاك المنتوج التونسي ؟ اليس من الايمان حب الوطن و الدفاع عن مصالحه و مصالح عباده ؟ اين لغة الحكمة ؟ اين لغة الوطنية الصادقة ؟ اين لغة العقل ؟ اين العقلاء ؟ اين الحكماء ؟ لقد ذاق التونسي ذرعا من المشاكل التي يتخبط فيها منذ سنوات اصبح في امس الحاجة لمعالجتها علاجا جد فعال بعد استفحال الداء و انتشاره بشكل ينذر بالخطر الداهم