12000 صفر في اللغات الحية في بكالوريا 2017 منهم 7000 في اللغة الفرنسية و 5000 في اللغة الإنقليزية و العديد من هؤولاء التلاميذ نجحوا في امتحان البكالوريا و بعضهم الآخر انتصر على كل آليات الرقابة البشرية و الالكترونية و نجح بفضل الغش، و بعد ثلاث سنوات سيشكلون نخبة تونس من ذوي اصحاب الشهائد العليا قضاة أو محامين أو أساتذة أو غير ذلك. لكن الأدهى و الأخطر من كل هذا أن النخبة الحقيقية من تلاميذنا المتفوقين جلهم يقع استقطابهم من دول غربية في حاجة كبيرة لهته الادمغة أولهم المانيا التي تسند سنويا مائة ألف منحة جامعية للطلبة الأجانب أو فرنسا و أمريكا التي ركزتا في تونس بعض المعاهد العليا التحضيرية للمتفوقين ثم بعد سنتين توجههم آليا لبلدانها على نفقتها الخاصة أما الباقي من المتوفقين غير المحظوظين في التحصيل على منحة فيقع تسفيرهم على نفقة أوليائهم الذين وصل الحد ببعضهم الى بيع ممتلكاتهم و منازلهم لتسديد نفقات دراسة ابنائهم ضمانا لمستقبلهم لتدريسهم في المانيا أو امريكا أو كندا و بعض دول اوروبا الشرقية مثل رومانيا و أوكرانيا و روسيا و حتى في افريقيا السوداء التي كانت بعض شعوبها في الماضي القريب من أكلة لحوم البشر لكنها تفوقت علينا في ظرف زمني وجيز و اصبحنا مقارنة بها من دول العالم الثالث. و المفزع من كل هذا أن هؤولاء الطلبة لن يعودوا ابدا الى تونس بعد استكمال مراحل دراساتهم لأنه لا شغل لهم هنا يتناسب مع تكوينهم و تفوقهم بل سينتدبون من هته الدول بمجرد تخرجهم و بأجور عالية و لن يعودوا لنا الا سائحين اثناء فترات اجازاتهم. تونس بعد عشر أو عشرين سنة ستصبح مصحرة تماما من الكفاءات و لن يسيرها غير اصحاب الصفر و الصفر فاصل من ذوي الشهائد التونسية المضروبة بل حتى القليل من النخبة الذي اختار استكمال دراسته في معاهد عليا تونسية ذي قيمة سيرحل هو الآخر طالما توفرت العروض المغرية و سنجرد قريبا من الكفاءات و الأدمغة التي ميزتنا لعشرات السنين عن بقية الدول العربية و الافريقية وربما سنعود للمداواة بالطب الرعواني أو ببراد حسن المغربي.