شهدت صفاقس ومنذ سنوات مضت ظاهرة خطيرة دفع متساكنوها فيما بعد فاتورتها غالية جدا من أمنهم وإستقرارهم وراحتهم، وتتمثل هذه الظاهرة في تجهيز مستودعات المنازل وكرائها فيما بعد لعدد كبير من الأنفار الّذين ينزحون لصفاقس ليس من أجل الشغل أو الدراسة ولكن السلب والنهب والإعتداء على الناس والممتلكات .. لتصبح مثل هذه المستودعات مفرخة للجريمة المنظمة أو العشوائية وأوكارا للفساد والعربدة والممارسات اللاّ أخلاقية .. إنّ ظاهرة كراء المستودعات المنزلية للمنحرفين بدعوى البحث عن مدخول مادي آخر وهو ما يكون غالبا زهيدا بالمناسبة لم يزد حال صفاقس إلاّ بؤسا ومرارة .. وساهم بشكل كبير في انتشار المجرمين بها ، لا بل وإستقطابهم والعمل على تناسل أعدادهم .. والمصيبة الأكبر أنّك تسمع بعدها أصحاب هذه المنازل وهم يشتكون ويتباكون من إستفحال السرقات والبركاجات على المنازل والمنشآت والصغار والكبار .. دون أن يعلموا بأنّهم بوعي منهم أو بدونه إنّما يتحمّلون هم في النهاية قسطا كبيرا من مسؤولية ما يجري .. وأنّه لولا تسويغهم لمستودعاتهم لكلّ من هبّ ودب لما كان حال صفاقس بهذا المشهد المزري الّذي نعيشه اليوم. وشخصيا فإنّي أطلب من الجهات المسؤولة سواء في صفاقس أو العاصمة سنّ القوانين اللاّزمة لمراقبة عمليات الكراء هذه، وتكوين فرق مختصة في البت في مدى صلوحية محل للسكنى بشروط معينة ومساحات مضبوطة على غرار فرق المراقبة الصحية التي تدرس صلوحية المحل ومن ثمة تجيز له أن يزاول نشاطه أو تمنعه من ذلك. كما ندعو أصحاب المستودعات والقراجات إلى الكف عن مثل هذه الممارسات لأنّها بصراحة لوّثت صفاقس أكثر ممّا هي مُلوّثة إجتماعيا وعمرانيا وإقتصاديا ..