ارتفع عدد المهرجانات الصيفية في معتمدية عقارب من ولاية صفاقس لتعانق مدينة عبد العزيز العقربي مؤسس المسرح التونسي وساحر الأجيال حمادي العقربي هذه الصائفة المهرجان الرابع علي غرار شيخ المهرجانات التونسية "مهرجان عقارب للفروسية " ومهرجان عمادة الجبارنة ومهرجان عمادة بولذياب أو ما يعرف "بمهرجان المندرة بأولاد المبروك" واستقبال مولود جديد هذه الصائفة والمتمثل في احداث نواة مهرجان رابع علي بعد مرمي حجر من مركز المدينة الذي افتتح يوم 25 جويلية 2017 وتم توصيفه بالأيام الثقافية بالتراكة، مما أفضى إلى ارتفاع كبير في الكم مقابل نقص في القيمة الفنية، علاوة على أن بعض هذه المهرجانات لا تملك أي خصوصية، وأغلبها غارق في ما هو ترفيهي مما يلاقي رواجا على حساب القيمة مستفيدا بذلك من ماتعيشه البلاد عامة من فسحة في الحرية ومسار ديمقراطي ناشئ يتحسس خطاه ساهم في تحرر الممارسة الثقافية من ثوب الدكتاتورية والرقابة، وهو ما طرح العديد من الأسئلة الجديدة، بخصوص ارتباط الثقافة بالمشهد السياسي،ومحاولة تعويم المشهد بالرداءة من خلال العمل علي التشتيت والشعبوية في الممارسة الثقافية، لكن رغم كل ذلك يبقي السؤال الذي يطرح اليوم نفسه بقوة وإلحاح، بعد انتهاء الدورة 54 من مهرجان عقارب للفروسية، و لا نبالغ إن قلنا أن هذه التظاهرة الفنية التي يريد لها الجميع الاستمرارية وبقوة، أصبحت تحتضر فهل سيمر المهرجان في دورته المقبلة إلى مرحلة الموت السريري أم أنه سيخضع إلى علاج بالصدمات الكهربائية يعيد إلى قلبه النبض من جديد؟ وبالتالي بات من الضروري أن تعود للمهرجان هيبته ومكانته بين المهرجانات التونسية وذلك من خلال الإعداد لدورة قوية تكون في مستوى التطلعات ومستوى ما تقرر له في البدايات و لا يكون ذلك إلا بالتحضير الجيد والجدية في العمل ليعود المهرجان واجهة مشعة للثقافة من خلال تحييد الجمعية عن التجاذبات السياسيه الضيقه وفتح باب المشاركة لأهل الاختصاص والشباب والأكاديميين. حيث أن من أهم الأسباب التي أدت إلى تراجع المهرجان في دوراته الأخيرة، وجود رجال غير مناسبين في الأمكنة غير المناسبة لا علاقة لهم بالثقافة والترفيه واحد من أهم أسباب تعثر المهرجان مع مرور الدورات، الي جانب تحول المهرجان من مناسبة ثقافية وشعبية إلى مناسبة اقتصادية وتجارية وما مثله للبعض من فرصة للاسترزاق دون مراعاة الجوانب التنظيمية والقانونية وهو ما نلمسه في اكتضاض الفضاءات المعدة لاحتضان هذه التظاهرة الثقافية بالباعة المتجولون، حيث اعتبرهم البعض شبح يصعب القضاء عليه في ظل غياب التكاتف بين الجهات المسؤولة في ظل ضعف السلطة المحليةو التساهل الملموس من طرفها على غير المعتاد مراعاة منها للظرفية الاجتماعية الحساسة التي تمر بها البلاد، نتج عن ما سبق ذكره فوضي تنظيمية أدت الي توتر العلاقة بين جمعية المهرجان والنخبة المثقفة والشباب ليضيع الهدف من وراء المهرجان ويخرج عن خطه التحريري تزامنا مع غياب آلية للمتابعة ومراقبة الجمعية التي عليها أن تشتغل طيلة السنة وليس فقط مع اقتراب موعد المهرجان. تساؤلات أخرى عديدة تفرض نفسها اليوم، في ظل غياب التجديد في البرمجة الثقافية للمهرجان رغم النجاح في المحافظة علي خصوصية المهرجان المتمثلة في الفروسية. ألم يحن الوقت لتعيد إدارة المهرجان النظر في رؤيتهم وتقييمهم للأمور؟ ماذا سيخسر القائمون على هذا المهرجان لو جربوا ذلك؟