خلال صائفة 2016، ستعيش ولاية صفاقس على وقع ستّة وعشرين مهرجانا صيفيا انتظم جزء منها خلال شهر رمضان، كما هو الحال تخصيصا مع مهرجان المدينة الذي يعبّر عن الأجواء الرمضانيّة أحسن تعبير من خلال برمجة جملة من العروض الموسيقيّة الطربيّةوالموسيقى الصوفية، إضافة إلى السهرات التراثية والأسمار. أمّا المهرجانات المنتظمة في المعتمديات فقد عمل القائمون عليها على النهل منالخصوصيات المحليّة والانفتاح على مختلف التعبيرات الفنيّة والإبداعيّة، فكانت البرمجة عبارة عن تعميق أواصر القربى بين المهرجانوالمحيط الذي يقام فيه المهرجان من جهة، وبين هذا المحيط المحلّي والمحيط الإنساني من جهة ثانية، هذا فضلا عن تزامن مواعيد جملة من المهرجانات الصيفيّة مع انطلاق الحدث الثقافيّ الأبرز الذي ستعيش على وقعه ولاية صفاقس وهو تظاهرة "صفاقس عاصمة للثقافة العربيّة 2016" وهو ما ألقى بظلاله على البرمجة التي حملت في طيّاتها ذلك الثراء والتنوّع والجودة المتلائمة مع طبيعة هذا الحدث. نسجّل في مهرجانات هذه الصّائفة مواليد جدد نتمنّى لهم التوفيق والدّوام، ستّ مهرجانات وأيّام ثقافيّة منها الجديد ومنها العائد انضافت إلى قائمة المهرجانات الصيفيّة في ولاية صفاقس، وهي "مهرجان سيدي مروان بأولاد مسلّم"، و"مهرجان سيدي محمّد بن عمر للتراث والأدب الشعبي بالحنشة" و"المهرجان الصيفي بالحزق" و"مهرجان القلّة بأولاد يانق قرقنة"، و"الأيّام الثقافية بالمهارة" و"مهرجان سيدي مخلوف بالعامرة" و"مهرجان سيدي خليفة الطياري" وهي كلّها مهرجانات محليّة نابعة من أعماق المعتمديّات، من قراها وعماداتها، حرص مؤسّسوها على أن يزرعوا البسمة على محيّا أهاليهم في تجمّعات سكّانيّة تتفاوت من حيث العدد، ولكنّها ظلّت محرومة طيلة سنوات أو عقود من مثل هكذا مناسبات ثقافيّة تحقّق لهم المتعة والإفادة، وجدير بالذكر في هذا السّياق أنّ كلّ المعتمديّات في ولاية صفاقس ستعيش على وقع مهرجانات أو أيام الثقافيّة ليتحقّق بذلك، ولو نسبيّا، جانب من حقّ المناطق الداخليّة والمعتمديّات في التمتّع بنصيب من الإنتاج الثقافي. ولئن يمثّل مهرجان صفاقس الدّولي النقطة الأبرز في المهرجانات المنتظمة بولاية صفاقس نظرا لطابعه الدولي وإشعاعه الكبير في الداخل والخارج، فإنّ المهرجانات ذات الطّابع التخصّصي تجدّد أيضا، خلال هذه الصّائفة، موعدها مع جمهورها الذي تجد المادّة الفنيّة والإبداعيّة التي اعتادت على تقديمها هوى نفس الكثير من أوفيائها، على غرار مهرجان عقارب للفروسية بألعاب الفروسية واللوحات الاستعراضية والمداوري والحضرة والمولدية، ومهرجان الصالحي للفنّ الشّعبي بالحنشة بسهراته الأدبية والفنية الشعبية، وكذا هو الشّأن بالنسبة إلى مهرجان سيدي منصور ومهرجان الجبارنة والمهرجان الدولي للفنون الشعبيّة بقرمدة، وهي مهرجانات متخصّصة في التراث والفنون الشعبيّة، وينضاف إلى ذلك مهرجان "الكنايس" ذي الطابع البيئي وكذا هو الحال مع مهرجان الياسمين،والمهرجان الدولي للفنون التشكيلية بالمحرس الذي دأب على موعده السنوي بإشعاع دولي. ويتواصل العمل حثيثا داخل المندوبية الجهوية للثقافة والمحافظة على التراث على إنجاح هذا الموسم شكلا ومضمونا بايلاء الجانب الثقافي المكانة التي يستحقها فهي عنوان أصالتنا وهويتنا وخصوصيتنا ولإيماننا العميق بأنّ الثقافة هي عصب الوجود والدرع الواقي في مواجهة الإرهاب.