دخلتالديانة البهائية تونس سنة 1921م:" أي منذ حوالي القرن، عندما حلّ ببلدنا محي الدّين الكردي، وهو بهائي مصري من شيوخ الأزهر الشريف، قدم إلى بلدنا ليُبلِّغ رسالة حضرة بهاءالله"، حسب ما ورد في الموقع. وأضاف "بعد قُدوم الشيخ الكردي، آمن عدد من التونسيين بالدين البهائي وساهموا بدورهم في إيصال هذه الرسالة المقدّسة إلى أصدقائهم ومعارفهم. ومنذ ذلك الحين، يعمل البهائيون في تونس على تطبيق تعاليم دينهم من خلال المشاركة الفعالة مع أبناء مجتمعهم لِبناء قِيمٍ روحانية وأخلاقية تساعدهم على المساهمة معًا في بناء حضارة إنسانيّة جديدة عالميّة الأبعادِ تتميز بتناسق بين التطور الروحاني والمادي، وهم بذلك جزء لا يتجزّأ من نَسِيج مُجتمعِهم مُلتزمون بخدمته ومُتفانون في محبّته." ورغم إيمانهم بجميع الأنبياء والرسل، فإن البهائية لا تعتبر دينا من طرف الديانات السماوية الأخرى، وخاصة من المسلمين الذين يعتبرونهم فرقة شيعية ضالة. لمحة عن الدّين البهائيّ يؤمن البهائيون بأن حضرة بهاء الله صاحب الرسالة الإلهيّة لهذا العصر وهو أحد المظاهر الإلهيّة الذين يبعثهم الله برسالة سماوية من حين لآخر، وأنه جاء بالتعاليم التي ستمكن البشرية من بناء حضارة عالمية جديدة. يؤمن البهائيون بأنّ الأرض وطنٌ واحد، وكُلّ البشر سكانه، كما يعتقدون أن كلّ إنسان هو مخلوق نبيل وأن الله قد مَنَحَ كلّ شخص القدرة على تطوير القيم الأخلاقية والقدرات الإنسانيّة المُودعة فيه ليستخدمها في خِدمة و بِناء مجتمعه، وهو بذلك يساهم في تأسيس هذه الحضارة على أساس مادي وروحاني في آن معاً. إن ما تمر به البشرية اليوم من صراعات و من تعصّبات ونزاعات وتّحديات هو أكبر دليلٍ على حاجة الإنسانية إلى هدي إلهي جديد ودواء لعللها، وهذا ليس مجرد اعتقاد فقط، بل هو نتيجة لإدراك عميق لحقيقة الأديان وتتابعها عبر الأزمان. يتفضّل حضرة بهاءالله قائلا: " في كل عصر أوجاع وفي كل رأس أهواء داء اليوم له دواء وداء الغد له دواء آخر " يؤمن البهائيون بالله الواحد الذي لا شريك له، وبوحدة الرسل والأنبياء دون استثناء، ويؤكد الأمر البهائي على وحدة الجنس البشري، ويفرض على كل مؤمنٍ التخلي عن كل لون من ألوان التعصب والخرافات، ويجزم بأن هدف كل دين هو إشاعة الألفة والوئام، ويعتبر اتفاق الدين والعلم أمراً جوهرياً وعاملاً من أهم العوامل التي تمنح المجتمع البشري السكينة والاطمئنان ترشده إلى التقدم والعمران. يقول حضرة بهاءالله: " قل يا قوم دعوا الرذائل وخُذوا الفضائل، كونوا قدوةً حسنةً بين الناس، وصحيفةً يتذكّر بها الأُناس … كونوا في الطرْف عفيفاً، وفي اليد أميناً، وفي اللسان صادقاً، وفي القلب متذكرا "